مجاز عن الدلالة والدعوة إلي الاهتداء، وعند المعتزلة بيان طريق الصواب، وهو باطل لقوله تعالى: ﴿ إِنَّكَ لَا تَهۡدِي ٠[1]٠مَنۡ أَحۡبَبۡتَ ﴾[القصص: ٥٦] ولقوله عليه السلام: ½اللهم اهد قومي¼, مع أنه بيّن الطريق٠[2]٠ ودعاهم إلى الاهتداء، والمشهور٠[3]٠ أنّ الهداية عند المعتزلة: الدلالة الموصلة إلى المطلوب، وعندنا: الدلالة على طريق يوصل إلى المطلوب، سواء حصل الوصول والاهتداء أو لم يحصل. ٠وما هو الأصلح للعبد فليس ذلك بواجب٠[4]٠ على الله تعالى٠ وإلاّ لَمَا خلق الكافر٠[5]٠ الفقير المعذّب في الدنيا
[1] قوله: [إنّك لا تهدي... إلخ] فلو كان معنى الهداية بيان طريق الصواب لم يصحّ نفيها عن النبيّ صلّى الله تعالى عليه وسلّم؛ لأنّه صلّى الله تعالى عليه وسلّم قد بيّن طريق الصواب. ١٢
[2] قوله: [بيّن الطريق... إلخ] فلو كان الهداية بمعنى بيان الطريق لم يكن للدعاء معنى؛ لأنّ الدعاء لطلب ما لم يحصل, وهاهنا قد حصل المطلوب, فلا حاجة إلى الطلب. ١٢
[3] قوله: [والمشهور... إلخ] عطف على قوله: ½ثُمَّ المذكور¼, ويمكن التوفيق بينهما على ما قال العلاّمة الخيالي: بأنّ مراد المشايخ بيان الحقيقة الشرعيّة المرادة في أغلب استعمالات الشارع, والمشهور بين القوم هو معناه اللغويّ أو العرفي، فلا منافاة. ١٢
[4] قوله: [فليس ذلك بواجب] وأمّا قوله تعالى: ﴿ كَتَبَ عَلَىٰ نَفۡسِهِ ٱلرَّحۡمَةَۚ﴾[الأنعام: ١٢] وأمثاله, وما ورد في الأحاديث ½حقّ على الله¼ وأمثاله, فهو تجوّز عن غاية من التفضّل منه تعالى على عباده. "نظم". ١٢
[5] قوله: [وإلاّ لَمَا خلق الكافر... إلخ] إذ الأصلح له عدم خلقه, وإن خلقه أماته أو سلب عقله قبل أن يكون مكلّفا. ١٢