عنوان الكتاب: شرح العقائد النسفية

بالسجود لآدم عليه السلام على وجه التعظيم والتكريم٠[1]٠، بدليل قوله تعالى حكاية عن إبليس: ﴿ قَالَ أَرَءَيۡتَكَ هَٰذَا ٱلَّذِي كَرَّمۡتَ عَلَيَّ[الإسراء: ٦٢] ﴿ أَنَا۠ خَيۡرٞ مِّنۡهُ ٠[2]٠خَلَقۡتَنِي مِن نَّارٖ وَخَلَقۡتَهُۥ مِن طِينٖ[الأعراف: ١٢] ومقتضى الحكمة الأمر للأدنى٠[3]٠ بالسجود للأعلى دون العكس، الثاني: أنّ كلّ واحد من أهل اللسان يفهم٠[4]٠ من قوله تعالى: ﴿وَعَلَّمَ ءَادَمَ ٱلۡأَسۡمَآءَ كُلَّهَ﴾ الآية[البقرة: ٣١] أنّ القصد منه إلى تفضيل آدم على الملائكة, وبيان زيادة علمه واستحقاقه التعظيم والتكريم، الثالث: قوله تعالى: ﴿ إِنَّ ٱللَّهَ ٱصۡطَفَىٰٓ ءَادَمَ وَنُوحٗا وَءَالَ إِبۡرَٰهِيمَ وَءَالَ عِمۡرَٰنَ عَلَى ٱلۡعَٰلَمِينَ[آل عمران: ٣٣], والملائكة


 



[1] قوله: [على وجه التعظيم والتكريم] في "شرح العقيدة الطحاويّة": قال الآخرون: إنّ سجود الملائكة كان امتثالاً لأمر ربّهم وعبادة وانقياداً وطاعة له, و تكريماً لآدم وتعظيماً, ولايلزم من ذلك الأفضليّة كمالم يلزم من سجود يعقوب لابنه يوسف عليهما السلام تفضيل ابنه عليه, ولا تفضيل الكعبة على بني آدم بسجودهم إليها امتثالاً لأمر ربهّم. ١٢

[2] قوله: [أنا خير منه] فإنّ قول إبليس يدلّ على أنّ الإسجاد لآدم عليه السلام كان مكرّمة وتفضيلاً له عليه السلام على الملائكة؛ لأنّ إبليس استقبح أمر الله إيّاه بالسجود لآدم عليه السلام اعتقاداً بأنه أفضل منه, والأفضل لا يحسن أن يومر بالتخضّع للمفضول, كذا في "تفسير البيضاويّ". ١٢

[3] قوله: [الأمر لأدنى... إلخ] لأنّ السجود أعظم أنواع الخدمة, وإخدام الأفضل للمفضول مِمَّا لا يقبله العقول, وإذا كان آدم عليه السلام أفضل منهم كان غيره من الأنبياء كذلك؛ إذ لا قائل بالفصل. ١٢ "شرح المواقف"

[4] قوله: [أهل اللسان يفهم... إلخ] فإنّ سوق القصّة دالّ على أنهّم زعموا أنهم أحقّاء بالخلافة بالعصمة, فأبطل الله تعالى مزعومهم بإبراز آدم عليه السلام أعلم منهم في معرفة الأشياء, والأعلم أفضل لقوله تعالى: ﴿ قُلۡ هَلۡ يَسۡتَوِي ٱلَّذِينَ يَعۡلَمُونَ وَٱلَّذِينَ لَا يَعۡلَمُونَ ﴾[الزمر: ٩] .١٢




إنتقل إلى

عدد الصفحات

388