يطلب من كتابنا "التلويح في شرح التنقيح". ٠ورسل البشر٠[1]٠ أفضل من رسل الملائكة، ورسل الملائكة٠[2]٠ أفضل من عامّة البشر٠[3]٠، وعامّة البشر أفضل من عامّة الملائكة٠٠[4]٠، أمّا تفضيل رسل الملائكة على عامّة البشر فبالإجماع، بل بالضرورة٠[5]٠، وأمّا تفضيل رسل البشر على رسل الملائكة, وعامّة البشر على عامّة الملائكة فبوجوه: الأوّل: أنّ الله تعالى أمر الملائكة
[1] قوله: [رسل البشر] الذي يظهر من "شرح المواقف" و"شرح العقائد العضديّة" للدواني أنّ المراد هاهنا الأنبياء مطلقاً, سواء كانوا من المرسلين أم لم يكونوا.
[2] قوله: [رسل الملائكة]هم الذين يأخذون الوحي عن الله سبحانه و يبلّغونه سائر الملائكة, و المراد من الملائكة في هذا المقام الملائكة العلويّة السماويّة لا السفليّة الأرضيّة, فإنّه لا نزاع في أنّ الأنبياء أفضل من الملائكة السفليّة الأرضيّة إنما النـزاع في الملائكة العلويّة السماويّة، قاله السيّد السند في "شرح المواقف", وبمثله قال المحقّق الدواني في "شرح العقائد العضدية". ١٢
[3] قوله: [من عامّة البشر] المراد بالعامّة هاهنا كلّ من كان سوى الأنبياء, ولا حاجة إلى التقييد والتخصيص بالأولياء والصلحاء, كما ذهب إليه صاحب "النبراس" فإنّه لا كلام في أنّ رسل الملائکة أفضل من عامّة البشر مطلقاً, أعمّ من أن يكونوا أولياء الله أم لم يكونوا, نعم قول المصنّف فيما بعده: ½وعامّة البشر أفضل من عامّة الملائكة¼ يحتاج إلى التخصيص بالأولياء والصلحاء؛ لأنّ الفسّاق لا اعتداد بهم, بل هم كالبهائم والأنعام. ١٢
[4] قوله: [أفضل من عامّة الملائكة] وعند المعتزلة وأبي عبد الله الحليميّ والقاضي أبي بكر منّا: الملائكة أفضل، والمراد بالأفضليّة أنهم أكثر ثواباً عند الله؛ وذلك لأنّ عبادة الملائكة فطريّة ولا مزاحم لهم عنها, بخلاف عبادة البشر فإنّ لهم مزاحمات كثيرة فتكون عبادتهم أشقّ, وقد قال النبيّ صلّى الله تعالى عليه وسلّم: ½أفضل العبادات أحمزها¼, أي: أشقّها, قاله المحقّق الدواني في "شرح العقائد العضديّة". ١٢
[5] قوله: [بالضرورة] أي: بالضرورة الدينيّة, عنى به أنه من ضروريّات الدين, كذا في بعض الحواشي. ١٢