الجزء, وأنّ نور القمر مستفاد من الشمس, وأنّ السَّقَمُوْنِيَا مسهل٠[1]٠, وأنّ العالَم حادث هو العقل، وإن كان في البعض٠[2]٠ باستعانة من الحسّ. ٠فالحواسّ٠ جمع حاسّة، بمعنى القوّة الحاسّة ٠خمس٠ بمعنى أنّ العقل حاكم بالضرورة بوجودها، وأمّا الحواسّ الباطنة التي تثبتها الفلاسفة فلا تتمّ دلائلها٠[3]٠ على الأصول الإسلاميّة, ٠السمع٠٠[4]٠ وهي قوّة مودعة في العصب المفروش في مَقعر الصماخ، تدرك بها الأصوات٠[5]٠ بطريق وصول الهواء٠[6]٠
[1] قوله: [السقمونيا مسهل] مثال للتجربة, والفرق بين الحدث والتجربة أنّ مشاهدة الحسّ مرّة أو مرّتين كافية في الحدس لا في التجربة. ١٢ "رمضان آفندي".
[2] قوله: [وإن كان في البعض] كالحدسيّات والتجربيّات. ١٢
[3] قوله: [فلا تتمّ دلائلها] فإنها مبنيّة على أنّ النفس لا تدرك الجزئيّات الماديّة بالذات, وعلى أنّ الواحد لا يكون مبدأ لأثرين, والكلّ باطل في الإسلام. ١٢ "خيالي".
[4] قوله: [السمع] أي: القوّة السامعة, قدّمه لتوقّف أكثر الفضائل الدينيّة والكمالات الإنسانية عليه, ولذا ترى كثيراً من العميان يحملون العلوم والمعارف بخلاف الصمّ. ١٢ كذا في "النبراس".
[5] قوله: [الأصوات] ½الصوت¼ قيل: هو تموّج الهواء وهو سببه القريب, وقيل: هو القرع أي: مساس شديد, أو القلع أي: تفريق شديد, وهما سببان بعيدان له، والحقّ ما قال الشارح قدّس سرّه في "شرح المقاصد" نصّه: الصوت عندنا يحدث بمحض خلق الله تعالى من غير تأثير تموّج الهواء والقرع والقلع, كسائر الحوادث، وزبدة التحقيق في رسالة "الكشف شافيا" للشيخ الإمام أحمد رضا خان القادريّ البريلويّ قدّس سرّه العزيز. ١٢
[6] قوله: [بطريق وصول الهواء] في "شرح المواقف": والمقصود أنّ الإحساس بالصوت يتوقّف على أن يصل الهواء الحامل له إلى الصماخ, لا بمعنى: أنّ هواء واحداً بعينه يتموّج ويتكيّف بالصوت, ويوصله إلى القوّة السامعة, بل بمعنى: أنّ ما يجاور ذلك الهواء المتكيّف بالصوت يتموّج ويتكيّف بالصوت أيضاً, وهكذا إلى أن يتموّج ويتكيّف به الهواء الراكد في الصماخ فيدركه السامعة. ١٢