عنوان الكتاب: شرح العقائد النسفية

غير ذلك، ومعلوم أنّ كلاًّ من ذلك يدلّ على معنى زائد٠[1]٠ على مفهوم الواجب، وليس الكلّ٠[2]٠ ألفاظاً مترادفة، وأنّ صدق المشتقّ٠[3]٠ على الشيء يقتضي ثبوت مأخذ الاشتقاق له، فتثبت له صفة العلم والقدرة والحياة وغير ذلك، لا كما يزعم المعتزلة٠[4]٠ أنه عالم لا علم له, وقادر لا قدرة له إلى غير ذلك، فإنّه محالٌ ظاهر بمنـزلة قولنا: ½أسود لا سواد له¼، وقد نطقت


 



[1] قوله: [يدلّ على معنى زائد] إنما أقام الشارح الدليل على زيادة الصفات مع أنّ المقام يقتضي إثبات الصفات فقط اتّباعاً للمشايخ في قولهم: ½إنّ إنكار زيادة الصفات إنكار للصفات¼, هذا في "النبراس". قال العلاّمة فضل الرسول البركاتيّ في "المعتقد" ما نصّه: ½والحاصل أنّ القائلين بأنّ الصفات عين ذاته تعالى طائفتان: محقّة ومبطلة. فالمبطلة المعتزلة والفلاسفة لا يؤمنون أنّ له تعالى صفات زائدة على ذاته تعالى عقلاً, بل هي عين ذاته عندهم عقلاً, والمحقّة أهل الكمال من العارفين فإنهّم يقولون: إنّ له تعالى صفات هي عين الذات بالنظر إلى الأمر على ما هو عليه مِمَّا لا يعلمه إلاّ الله تعالى, وهي غير الذات بحسب النظر العقليّ, وهو محض الإيمان¼. ١٢

[2] قوله: [وليس الكلّ] دليل ثانٍ تقريره: لو كان العلم والقدرة مثلاً عين الذات كان المفهوم من  العلم

والقدرة شيئاً واحداً فيلزم ترادفهما, والترادف باطل. ١٢ "ن"

[3] قوله: [وأنّ صدق المشتقّ] دليل ثالث حاصله: أنّه إذا صدق على الواجب أنّه عالم قدير, يقتضي ثبوت العلم والقدرة له؛ إذ المفهوم من ½العالِم¼ هو المتّصف بالعلم, والمفهوم من ½القدير¼ هو المتّصف بالقدرة. ١٢

[4] قوله:  [لا كما يزعم المعتزلة] الحاصل أنهّم يثبتون العالميّة لذاته تعالى, وهي ليست صفة حقيقيّة أيضاً عندهم, بل إضافة مخصوصة بها يصير العالم عالِماً, والمعلوم معلوماً, على ما قال في ½المواقف¼ من أنّ العالميّة عندهم نفس تعلّق الذات بالمعلومات, فلو أثبتوا العلم بمعنى الإضافه لذاته تعالى لكان معنى العالميّة الاتّصاف بهذه الإضافة, لا نفس الإضافة، فعلم أنهّم ينفون العلم رأساً ويجعلونه نفس الذات, ويثبتون لذاته تعلّقاً بالمعلومات يسمّونه العالميّة. ١٢ "ع ح"




إنتقل إلى

عدد الصفحات

388