النصوص٠[1]٠ بثوت علمه وقدرته وغيرهما، ودلّ صدور الأفعال المتقنة على وجود علمه وقدرته لا على مجرّد تسميته عالِماً وقادراً. وليس النّـزاع٠[2]٠ في العلم والقدرة التي هي من جملة الكيفيّات والملكات لِمَا صرّح به مشايخنا من أنّ الله تعالى حيّ, وله حياة أزليّة ليست بعرض, ولا مستحيل البقاء، والله تعالى عالم, وله علم أزليّ شامل, ليس بعرض ولا مستحيل البقاء, ولا ضروريّ ولا مكتسب٠[3]٠، وكذا في سائر الصفات، بل النـزاع في أنه كما أنّ للعالِم منَّا علماً هو عرض قائم به, زائد عليه حادث, فهل لصانع العالم علم هو صفة أزليّة قائمة به زائدة عليه، وكذا جميع الصفات، فأنكره الفلاسفة والمعتزلة وزعموا أنّ صفاته عين ذاته، بمعنى أنّ ذاته يسمّى باعتبار التعلّق بالمعلومات عالِماً وبالمقدورات قادراً إلى غير ذلك، فلا يلزم تكثّر في الذات٠[4]
[1] قوله: [قد نطقت النصوص] كقوله تعالى: ﴿وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيءٍ قَدِيْرٌ﴾[المائدة: ١٢٠], ﴿وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ﴾[البقرة: ٢٩] وغير ذلك. ١٢
[2]قوله: [ليس النـزاع... إلخ] أي: ليس النـزاع بيننا وبين المعتزلة في العلم والقدرة التي هي من جملة الكيفيّات والملكات, فإنّ العلماء اتّفقوا على أنّ اتّصاف الله تعالى بالعلم والقدرة ليس بهذا المعنى, فإنّ علمه تعالى وقدرته صفة أزليّة قائمة به, زائدة عليه، وكذا جميع الصفات. ١٢
[3] قوله: [لا ضروريّ ولا مكتسب] لأنّ المنقسم إليهما هو العلم الحادث فقط. ١٢
[4] قوله: [فلا يلزم تكثّر في الذات] إشارة منهم إلى دفع سؤال, حاصله أنّ الصفات كثيرة كالعلم والقدرة, فلو كانت عين الذات لزم تكثّر الذات, وهو باطل. وتقرير الجواب: أنّه لا تكثّر في الذات, بل في تعلّقاتها وهي خارجة عن الذات. ١٢ "ن"