توفّي نجم الملّة والدين ليلة الخميس الثاني عشر من جمادي الأولى سنة سبع وثلاثين وخمس مئة بـ"سمرقند", حكي أنه أراد أن يزور جار الله الزمخشري في "مكّة", فلَمَّا وصل إلى داره دقّ الباب ليفتحوه ويأذنوا له بالدخول, فقال الشيخ: من ذا الذي يدقّ الباب؟ فقال: عمر, فقال: جار الله انصرِف, فقال نجم الدين: عمر لا ينصرف, فقال الزمخشري: إذا نكّر صرف.
وعلى كلّ حال "العقائد النسفية" كتاب حافل في المسائل الكلامية على منهج أهل السنّة والجماعة محتوٍ على الفوائد الفرائد منطوٍ على القواعد والأصول خالٍ عن الحشو والزوائد, جامع موجز مقبول متداول بين الناس يثق به العلماء والشيوخ واعتنوا به اعتناء بالغاً كما يظهر مِمَّا قاله الشارح العلاّمة سعد الدين التفتازاني رحمه الله في أوَّل الشرح ونصّه, وإنّ المختصر المسمّى بـ"العقائد" يشتمل من هذا الفنّ على غرر الفوائد ودرر الفرائد في ضمن فصول هي للدين قواعد وأصول وإثناء نصوص هي لليقين جواهر وفصوص مع غاية من التنقيح والتهذيب, ونهاية من حسن التنظيم والترتيب.
وقد شرحه كثير من العلماء الكِبار ومن جملة شروحه.
١- "شرح العقائد" لشمس الدين أبي الثناء محمّد بن أحمد الأصفهاني المتوفى سنة تسع وأربعين وسبع مئة من الهجرة.
٢- "القلائد على العقائد" للشيخ جمال الدين محمود بن أحمد بن مسعود التونوي المتوفّى سنة سبعين وسبع مئة من الهجرة.
٣- "القول الوافي لشرح عقائد النسفي" لشمس الدين أبي عبد الله محمد بن زين الدين أبي العدل قاسم.
٤- "الدرّة" للشيخ ابن حزم الأندلسي.
٥- "حلّ المعاقد في شرح العقائد" لليشخ ملاّ زاده الهروي الخيرزياني.