عنوان الكتاب: شرح العقائد النسفية

لا يريده، كمن أمر عبده٠[1]٠ قصداً إلى إظهار عصيانه وعدم امتثاله لأوامره، ويسمّى هذا كلاماً نفسيّاً٠[2]٠ على ما  أشار إليه الأخطل بقوله:

إنّ الكـلام لفي الفـؤاد وإنما      جعل اللسان على الفؤاد دليلاً

وقال عمر رضي الله عنه: ½إنيّ زوّرت في نفسي مقالة¼٠[3]٠، وكثيراً ما تقول لصاحبك: ½إنّ في نفسي كلاماً أريد أن أذكره لك¼، والدليل على ثبوت صفة الكلام إجماع الأمّة وتواتر النقل عن الأنبياء٠[4]٠ عليهم السلام أنه تعالى


 



([1])    قوله: [كمن أمر عبده] فإنّ مقصود المولى من أمره, مجرّد الإختبار دون الإتيان بالمأمور به. ١٢

([2])    قوله: [يسمّى هذا كلاماً نفسيّاً] أي: المعنى الذي وجد في النفس, وكانت هذه العبارات دالّة على

المعنى القائم بذاته,وهو كونه آمراً وناهياً ومخبراً, وهو المعنى القائم بذات المتكلّم, وهو الذي يريده المتكّلم في نفسه ويعبر عنه بهذه العبارات والألفاظ المتركّبة من الحروف, وهو اختيار الشيخ أبي منصور الماتريديّ. ١٢ "ر"

([3])    قوله: [إنيّ زوّرت في نفسي مقالة] وهممت أن أقولها, فأشار إلىّ أبوبكر أن أسكت وتكلّم هو, فلم يترك شيئاً ما أردت أن أقوله إلاّ قاله، وكان ذلك في أمر الإمامة, كذا في بعض الحواشي. ١٢

([4])    قوله: [تواتر النقل عن الأنبياء] فإنّه تواتر أنهّم كانوا يثبتون له الكلام, ويقولون: إنّه تعالى أمر بكذا, ونهى عن كذا, وأخبر بكذا, وكلّ ذلك من أقسام الكلام، فإن قيل: صدق الرسول موقوف على تصديق الله تعالى إيّاه؛ إذ لا طريق إلى معرفته سواه, وتصديق الله تعالى إيّاه, إخباره عن كونه صادقاً, وهذا الإخبار كلام خاصّ له تعالى, فإذا قد توقّف صدق الرسول على كلامه تعالى فإثبات الكلام لله تعالى بتصديق الرسول دور, قلنا: لا نسلّم أنّ تصديقه له كلام, بل هو إظهار المعجزة على وفق دعواه, فإنّه يدلّ على صدقه. ١٢ "شرح مواقف".




إنتقل إلى

عدد الصفحات

388