متكلّم، مع القطع باستحالة٠[1]٠ التكلّم من غير ثبوت صفة الكلام، فثبت أنّ لله تعالى صفات ثمانية: هي العلم والقدرة والحياة والسمع والبصر والإرادة والتكوين والكلام. ولَمَّا كان في الثلاثة٠[2]٠ الأخيرة زيادة نـزاع وخفاء كرّر الإشارة إلى إثباتها وقدّمها، وفصّل الكلام بعض التفصيل فقال: ٠وهو٠ أي: الله تعالى ٠متكلّم بكلام هو صفة له٠ ضرورة امتناع إثبات المشتقّ للشيء من غير قيام مأخذ الاشتقاق٠[3]٠ به، وفي هذا ردّ على المعتزلة حيث ذهبوا إلى أنه متكلّم بكلام هو قائم بغيره٠[4]٠ ليس صفة له. ٠أزليّة٠ ضرورة امتناع قيام الحوادث بذاته تعالى. ٠ليس من جنس الحروف والأصوات٠ ضرورة أنهّا أعراض حادثة مشروط حدوث بعضها بانقضاء البعض٠[5]٠؛ لأنّ امتناع التكلّم بالحرف الثاني بدون انقضاء الحرف الأوّل بديهيّ، وفي هذا ردّ
[1]قوله: [مع القطع باستحالة... إلخ] ردّ على المعتزلة بإنكارهم قيام الكلام به, فهم يزعمون أنّه أصوات وحروف, ليست بقائمة بذاته تعالى, بل يخلقها الله تعالى في غيره, كاللوح المحفوظ أو جبرئيل عليه السلام, أو النبيّ عليه السلام. ١٢
[3]قوله: [من غير قيام مأخذ الاشتقاق] وهو التكلّم, وقيامه يستلزم قيام الكلام وهو المطلوب. ١٢خ
[4]قوله: [بغيره] أي: اللوح المحفوظ أو جبرئيل عليه السلام أو النبيّ عليه السلام وشجرة موسى عليه السلام, بل كلّ من يقرأ. ١٢
[5]قوله: [بانقضاء البعض] أي: كلّ حرف من حروفه التي تركّب منها كلامه على زعمهم مشروط بانقضاء الآخر منها, فيكون للحرف المشروط أوّل فلا يكون قديماً, وكذا يكون للحرف الآخر انقضاء, فلايكون هو أيضاً قديماً بل حادثاً, فكذا المجموع المركّب من تلك الحروف يكون حادثاً لا قديماً. ١٢