الكتاب والملك خصّ باسم الكليم٠[1]٠ فإن قيل: لو كان٠[2]٠ كلام الله تعالى حقيقة في المعنى القديم مجازاً في النظم المؤلّف يصحّ نفيه عنه٠[3]٠، بأن يقال: ليس النظم المنـزّل المعجز المفصّل إلى السور والآيات كلام الله تعالى، والإجماع على خلافه، وأيضاً: المعجز المتحدّى به هو كلام الله تعالى حقيقة, مع القطع بأنّ ذلك إنما يتصوّر في النظم المؤلّف المفصّل إلى السور؛ إذ لا معنى لمعارضة الصفة القديمة٠[4]٠، قلنا٠[5]٠: التحقيق أنّ كلام الله تعالى اسم
[1] قوله: [باسم الكليم] أي: كليم الله, وقال بعضهم: لَمَّا سمعه من جميع الجهات على خلاف ما هو المعتاد خصّ به, هذا عند من لم يجوّز سماع الكلام النفسيّ, وأمّا عند من جوّزه فهو يقول: خصّ به؛ لأنه سمع كلامه الأزليّ بلاحرف ولا صوت, كما يرى ذاته في الآخرة بلا كمّ ولا كيف. ١٢ كذا في "حاشية السيالكوتي".
[2] قوله: [فإن قيل لو كان... إلخ] حاصل السؤال أنّ منشأ ما مرّ من التحقيق, مثلاً قول المصنّف: ½ليس من جنس الحروف¼ وقول الشارح: ½حتى يسمع كلام الله¼ معناه يسمع ما يدلّ عليه, فهذا كلّه يدلّ على أنّ الكلام في الحقيقة هو النفسيّ, والنظم المؤلّف يسمّى بـ½كلام الله¼ مجازاً بعلاقة الدلالة, فيلزم صحّة نفي الكلام عن النظم, كما أنّ الأسد مجاز في الرجل الشجاع, فيصحّ أن يقال: ½الرجل الشجاع ليس بأسد¼. ١٢
[3] قوله: [يصحّ نفيه عنه] والنافي كافر, سوى البسملة في أوائل السور، فإنّ نافيه لا يكفّر لقوّة الشبهة في كونه من القرآن. ١٢
[4] قوله: [لا معنى لمعارضة الصفة القديمة] لأنه لا يطّلع على الصفة القديمة إلاّ المؤيّد من عند الله, والمعارضة لا تكون إلاّ بعد الإطّلاع, والكفّار بعيد عن ذلك, فلو لم يكن النظم المؤلّف كلاماً حقيقة, لم يكن الإعجاز والتحدّي في كلام الله تعالى, والحال أنّ الإعجاز والتحدّي لا يكون إلاّ في كلام الله تعالى. ١٢ "ر"
[5] قوله: [قلنا... إلخ] حاصل الجواب أنّ الكلام ليس مجازاً في اللفظ, بل هو حقيقه في اللفظ والمعنى كليهما بالاشتراك, وإنما يسمّيه المشايخ مجازاً؛ لأنه مشابه المجاز باعتبار علاقة الدلالة. ١٢ "ن"