مشترك بين الكلام النفسيّ القديم ومعنى الإضافة٠[1]٠ كونه صفة له تعالى وبين اللفظيّ الحادث المؤلّف من السور والآيات ومعنى الإضافة أنه مخلوق الله تعالى٠[2]٠ ليس من تأليفات المخلوقين، فلا يصحّ النفي أصلاً٠[3]٠، ولا يكون الإعجاز والتحدّي إلاّ في كلام الله تعالى، وما وقع في عبارة بعض المشايخ٠[4]٠من أنه مجاز فليس معناه٠[5]٠ أنه غير موضوع للنظم المؤلّف، بل معناه أنّ الكلام في التحقيق وبالذات اسم للمعنى القائم بالنفس، وتسمية اللفظ به ووضعه لذلك إنما هو باعتبار٠[6]٠ دلالته على المعنى، فلا نـزاع لهم في الوضع٠[7]٠
[1] قوله: [ومعنى الإضافة] أي: إضافة الكلام إلى الله سبحانه. ١٢
[2]قوله: [مخلوق الله تعالى] أي: نظمه وتأليفه بمحض خلق الله تعالى, بحيث لا مدخل فيه لتاليف المخلوق أصلاً, ولذا صار معجزاً لا يكون للبشر معارضة. ١٢
[3] قوله: [لا يصحّ النفي أصلاً] يعني: لَمَّا كان كلام الله تعالى مشتركاً في الكلام النفسيّ واللفظيّ كليهما, فصار حقيقة في كلّ من المعنيين, فلا يصحّ نفي الكلام عن النظم أصلاً؛ لأنّ الحقيقة لا يجوز نفيها عن الموضوع له. ١٢
[4] قوله: [وما وقع في عبارة بعض المشايخ] إشارة إلى جواب سؤال مقدّر, تقريره أن يقال: إنّكم قلتم: إنّ كلام الله حقيقة مشترك بين الكلام النفسيّ واللفظيّ, مع أنّ بعض المشايخ صرّح بأنّ كلام الله مجاز في الكلام اللفظيّ. ١٢
[5] قوله: [فليس معناه] حاصل الجواب أنّ المجاز مقول بالاشتراك اللفظيّ على معنيين, الأوّل: هو اللفظ المستعمل في المعنى الغير الموضوع له, والثاني: هو الذي وضع لمعنى بواسطة شيء آخر, والمراد بالمجاز في عبارة المشايخ هو المعنى الثاني دون المعنى الأوّل. ١٢ "ر"
[6] قوله: [إنما هو باعتبار... إلخ] واعتبار العِلاقه لا تنافي الاشتراك فإنّ المشترك لا يكون مشروطاً بعدم العلاقة, بل قد يحتاج إلى العِلاقة, كما يستفاد من "شرح السلّم" للملاّ حسن. ١٢
[7] قوله: [فلا نزاع لهم في الوضع] أي: لا نزاع للمشايخ في كون لفظ ½الكلام¼ موضوعاً للنظم وكون
النظم مسمّى به, بل إنما يسمّونه مجازاً لمشابهة المجاز في اعتبار العلاقة. ١٢ "ن"