فعل شيئاً٠[1]٠ فليس هاهنا إلاّ الفاعل والمفعول، وأمّا المعنى الذي يعبّر عنه بالتكوين والإيجاد ونحو ذلك فهو أمر اعتباريّ٠[2]٠ يحصل في العقل من نسبة الفاعل إلى المفعول، وليس أمراً محقّقاً مغايراً للمفعول٠[3]٠ في الخارج, ولم يرد أنّ مفهوم التكوين هو بعينه مفهوم المكوّن لتلزم المحالات، وهذا كما يقال٠[4]٠: إنّ الوجود عين الماهيّة٠[5]٠ في الخارج بمعنى أنه ليس في الخارج للماهيّة تحقّق, ولعارضها المسمّى بـ½الوجود¼ تحقّق آخر, حتى يجتمعا اجتماع القابل والمقبول كالجسم والسواد، بل الماهيّة إذا كانت فكونها هو وجودها لكنّهما متغايران في العقل بمعنى أنّ للعقل أن يلاحظ الماهيّة دون الوجود٠[6]٠ وبالعكس،
[1] قوله: [إذا فعل شيئاً... إلخ] قال الشارح في "شرح المقاصد": يمكن أن يكون معناه أنّ الشيء إذا أثّر في شيء واحد بعد مالم يكن مؤثّراً, فالذي حصل في الخارج هو الأثر لا غير, وأمّا حقيقة الإحداث والإيجاد فاعتبار عقليّ, لا تحقّق له في الأعيان, وقد ثبت ذلك في الأمور العامّة. ١٢
[2] قوله: [أمر اعتباريّ] لأنه معنى مصدريّ انتزاعيّ. ١٢
[3] قوله: [مغايراً للمفعول] بل هاهنا وجود واحد يستند بالذات إلى الفاعل والمفعول, وبالعرض إلى هذا الأمر الاعتباريّ الماخوذ عن أحدهما, أو مجموعها كما هو شان الأمور الانتزاعيّة بالنسبة إلى مناشيها, وهذا هو معنى العينيّة والغيريّة, وليس معناه أنهما شيء واحد حقيقة ووجوداً منسوباً إلى كلّ منهما بالذات، وانّما التكثّر في التحليل العقليّ كما في الأجزاء الذهنيّة. ١٢ "نظم الفرائد".
[4] قوله: [وهذا كما يقال... إلخ] تأييد للتوجيه بإثبات نظيره. ١٢
[5] قوله: [عين الماهيّة] هذه مسئلة اختلف فيها العقلاء، فذهب بعضهم إلى أنّ الوجود عين الماهيّة في الخارج, وبعضهم إلى أنه زائد على الماهيّة, والتحقيق مذكور في المطوّلات. ١٢
[6] قوله: [أن يلاحظ الماهيّة دون الوجود] لأنّ الماهيّة ما به الشيء هو هو, والوجودكون الشيء في الأعيان, فيجوز أن يتعقّل أحد المفهومين بدون الآخر. ١٢ "ر"