عنوان الكتاب: شرح العقائد النسفية

يتناهى، وأمّا كون كلّ من ذلك صفة حقيقيّة أزليّة فمِمَّا تفرّد به٠[1]٠ بعض علماء ½ما وراء النهر¼، وفيه تكثير للقدماء٠[2]٠ جدّاً, وإن لم يكن متغايرة، والأقرب٠[3]٠ ما ذهب إليه المحقّقون منهم، وهو أنّ مرجع الكلّ إلى التكوين، فإنّه إن تعلّق بالحياة يسمّى إحياء وبالموت إماتة وبالصورة تصويراً وبالرزق ترزيقاً إلى غير ذلك، فالكلّ تكوين٠[4]٠ وإنما الخصوص بخصوصيّة التعلّقات، ٠والإرادة صفة لله تعالى أزليّة قائمة بذاته٠ كرّر ذلك٠[5]٠ تأكيداً وتحقيقاً لإثبات صفة قديمة لله تعالى, تقتضي تخصيص المكوّنات٠[6]٠ بوجه دون وجه،


 



[1] قوله: [فمِمَّا تفرّد به... إلخ] بيان مذهب ثالث, ذهب إليه بعض الماتريديّة: وهو أنّ التكوين ليس أمراً اعتباريّاً كما قال الأشعريّ, ولا صفة حقيقيّة واحدة كما قالت الماتريديّة بإرجاع التصوير والترزيق ونحوها إليها, بل كلّ منها صفة حقيقيّة. ١٢ "ن"

[2] قوله: [وفيه تكثير للقدماء] اعتراض على هذا المذهب أي: لا حاجة إلى إثبات صفات سوى التكوين, فإنّ صفة التكوين كافية في وجود الرزق والصورة والحياة ونحوها, وأمّا إثبات الصفات السبعة أو الثمانية فلا محيص عنه. ١٢

[3] قوله: [والأقرب] يريد ترجيح مذهب الجمهور الماتريديّة على مذهب هذا البعض, وليس مراده اختيار هذا المذهب على سائر المذاهب, فإنّ المختار عنده أنّ التكوين أمر اعتباريّ راجع إلى القدرة، كما صرّح به في مؤلّفاته. ١٢ 'ن"

[4] قوله: [فالكلّ تكوين] فنفس التكوين على هذا المذهب صفة حقيقيّة قديمة, لكنّ فصولها وانواعها إمّا أمور اعتباريّة غير قديمة أو متكثّرة اعتباراً, وكلّها عين التكوين مع فروق لحاظية ناشية عن اختلاف تعلّقاته باختلاف متعلّقاته. ١٢

[5] قوله:  [كرّر ذلك] إشارة إلى جواب سؤال تقريره: أنّ كون الإرادة صفة أزليّة قائمة بذات الله تعالى قد علم مِمَّا سبق, فما الوجه إلى إعادة ذكرها؟ فأجاب بقوله: ½كرّر... إلخ¼. ١٢

[6] قوله: [تقتضي تخصيص المكوّنات] أي: نسبة العلم و القدرة إلى جميع المكوّنات على السواء, فلا

بدّ من صفة تخصيص المكوّنات بوجه دون وجه, وفي وقت دون وقت وهي الإرادة. ١٢




إنتقل إلى

عدد الصفحات

388