عنوان الكتاب: شرح العقائد النسفية

بالتخليق؛ لأنّ ما يسمّونه متولّدات لا صنع للعبد فيه٠[1]٠ أصلاً، أمّا التخليق فلاستحالته من العبد، وأمّا الاكتساب فلاستحالة اكتساب ما ليس قائماً٠[2]٠ بمحلّ القدرة، ولهذا لا يتمكّن٠[3]٠ العبد من عدم حصولها بخلاف أفعاله الاختياريّة. ٠والمقتول ميّت بأجله٠٠[4]٠ أي: الوقت المقدّر٠[5]٠ لموته، لا كما زعم بعض المعتزلة من أنّ الله تعالى٠[6]٠ قد قطع عليه الأجل٠[7]٠. لنا أنّ الله


 



[1] قوله: [لا صنع للعبد فيه] أي: لا تخليقاً ولا اكتساباً. ١٢

[2] قوله: [ما ليس قائماً... إلخ] إذ محلّ القدرة آلات الضارب, والكاسر والضرب والانكسار لا يقومان بهما, بل بالمضروب والمكسور, فلا يمكن أن يكون للعبد صنع في الاكتساب. ١٢

[3] قوله: [ولهذا لا يتمكّن... إلخ] يرد عليه أنّه إن أريد بعدم التمكّن من عدم حصولها عدمه قبل مباشرة ما يوجب حصوله فهو ممنوع, وإن أريد عدمه بعد مباشرة ما يوجب حصوله فمسلّم, لكنّ عدم التمكّن بعد مباشرة السبب لا ينافي كونه مكتسباً للعبد, ألا يرى أنّ فعل العبد لا يمكن تركه بعد مباشرة ما يوجب حصوله أعني: صرف الإرادة والقدرة, مع أنّ العبد مختار فيه, فكذا في المتولّدات، كذا في "الخيالي" وحاشيته, و يجاب عنه: بأنّ كلامه في الممتدّة زماناً, فالألم الممتدّ بالضرب لا تقدر على رفع امتداده, والضرب الممتدّ تقدر على رفع امتداده بتركه. ١٢

[4] قوله: [بأجله] الأجل مدّة الشيء, ويقال على الوقت الذي يحد لانتفاء الشيء يقال: ½جاء أجله¼ إذا حان موته, في التنـزيل العزيز: ﴿َإِذَا جَآءَ أَجَلُهُمۡ لَا يَسۡتَأۡخِرُونَ سَاعَةٗ وَلَا يَسۡتَقۡدِمُونَ ﴾[الأعراف: ٣٤]. ١٢

[5] قوله: [أي: الوقت المقدّر... إلخ] ولو لم يقتل لجاز أن يموت في ذلك الوقت وأن لا يموت من غير قطع بامتداد العمر ولا بالموت بدل القتل. ١٢ "خيالي".

[6] قوله: [أنّ الله تعالى] الظاهر أن يقال: ½إنّ القاتل¼ بناء على ما سبق من مذهب المعتزلة من أنّ العبد خالق لأفعاله, ولذا قال صاحب "النبراس": هذا سهو النسّاخ, والصحيح أن يقال: ½من أنّ القاتل¼. ١٢

[7] قوله: [قد قطع عليه الأجل] أي: لم يوصله إليه، فإنّه لو لم يقتل لعاش إلى أمد هو أجله الذي علم الله

تعالى موته فيه لولا القتل, فهم يقطعون بامتداد العمر لولاه, وحاصل النـزاع أنّ المراد بالأجل المضاف زمان يبطل فيه الحياة قطعاً من غير تقدّم ولا تأخّر, فهل يتحقّق ذلك في المقتول أم المعلوم في حقّه أنّه إن قتل مات وإن لم يقتل فيتعيّش إلى وقت هو أجل له, كذا في شرح المقاصد. ١٢ "خيالي".




إنتقل إلى

عدد الصفحات

388