ولا يكفي في حصول التصديق المعرفة؛ لأنهّا قد تكون بدون ذلك٠[1]٠، نعم يلزم أن تكون المعرفة اليقينيّة المكتسبة بالاختيار تصديقاً٠[2]٠، ولا بأس بذلك؛ لأنه حينئذ يحصل المعنى الذي يعبّر عنه بالفارسية ½بگرويدن¼، وليس الإيمان والتصديق سوى ذلك، وحصوله للكفّار والمعاندين المستكبرين ممنوع٠[3]٠، وعلى تقدير الحصول٠[4]٠ فتكفيرهم يكون بإنكارهم باللسان وإصرارهم على العناد والاستكبار، وما هو من علامات التكذيب والإنكار. ٠والإيمان والإسلام واحد٠٠[5]٠؛ لأنّ الإسلام هو الخضوع والانقياد, بمعنى
[1] قوله: [بدون ذلك] أي: بدون الكسب كمن وقع بصره على جسم, فحصل له معرفة أنه جدار مثلاً. ١٢
[2] قوله: [تصديقاً] أي: معتبرا في الإيمان المطلوب تحصيله بالاختيار, وهو في نفسه وإن لم يكن من الأفعال فهو بأسباب وجوده المكسوبة يقال له: ½الاختياري¼, وهذا القدر كافٍ في طلب تحصيله, ولا يلزمه كونه فعلا اختياريّا بنفسه في باب التكليف. ١٢"نظم"
[3] قوله: [ممنوع] لعدم تحصيل الأسباب بالاختيار, بل الحاصل لهم المعرفة الإضطراريّة. ١٢
[4] قوله: [وعلى تقدير الحصول] أي: لو سلّمنا أنه لا فرق بين المعرفة واليقين والتصديق وأنّ التصديق كان حاصلاً لهؤلاء المعاندين, فنقول: إنما كفروا، لأنه لا عبرة بالتصديق المقارن بعلامات التكذيب. ١٢ "ن"
[5] قوله: [واحد] قال سيّدنا الإمام الشعرانيّ قدّس سرّه في "اليواقيت": حاصل الكلام في هذه المسئلة أنّ الإيمان شرط للاعتداد بالعبادات, فلا ينفكّ الإسلام المعتبر عن الإيمان, وإن كان الإيمان قد ينفكّ عنه, كمن صدّق ثُمَّ اخترمته المنيّة قبل اتّساع وقت التلفّظ, ومن قال: إنّ الإيمان والإسلام واحد فسّر الإسلام بالاستسلام والانقياد الباطن بمعنى: قبول الإحكام, فمن حقّق النظر ظهر له أنّ الخلاف في أنهما مترادفان, أم لاخلاف في مفهوم الإسلام. ١٢