عنوان الكتاب: شرح العقائد النسفية

فلا تستدعي علّة٠[1]٠، ولو سلّم فالواحد٠[2]٠ النوعيّ قد يعلّل بالمختلفات كالحرارة بالشمس والنار، فلا يستدعي علّة مشتركة، ولو سلّم فالعدميّ٠[3]٠ يصلح علّة للعدميّ، ولو سلّم فلا نسلّم اشتراك الوجود، بل وجود كلّ شيء عينه٠[4]٠، أجيب: بأنّ المراد بالعلّة متعلّق الرؤية والقابل لها، ولا خفاء في لزوم كونه وجوديّاً٠[5]٠، ثُمَّ لا يجوز٠[6]٠ أن تكون خصوصيّة الجسم أو العرض؛ لأنّا أوّل ما نرى شبحاً من بعيد إنما ندرك منه هويّة ما٠[7]٠ دون خصوصيّة جوهريّة أو عرضيّة أو إنسانيّة أو فرسيّة ونحو ذلك، وبعد رؤيته برؤية واحدة متعلّقة بهويّة قد نقدر على تفصيله إلى ما فيه من الجواهر والأعراض، وقد لا نقدر٠[8]٠، فمتعلّق الرؤية هو كون الشيء له هويّة ما، وهو المعنى بالوجود،


 



[1] قوله:  [فلا تستدعي علّة] لأنّ استدعاء العلّة من خواصّ الأمر الوجوديّ. ١٢

[2] قوله: [ولو سلّم فالواحد... إلخ] أي: ولو سلّم أنّ الأمر العدميّ يستدعي العلّة, ولكن لا نسلّم أنه لا بدّ للحكم المشترك من العلّة المشتركة, إنّما يجب ذلك إذا كان الحكم المشترك واحداً شخصيًّا, وأمّا إذا كان الحكم المشترك واحداً نوعيًّا فيجوز أن يكون له علل مختلفة. ١٢

[3] قوله: [ولو سلّم فالعدميّ] أي: ولو سلّم أنّ صحّة الرؤية تستدعي علّة مشتركة، لكن لا نسلّم أنه لا بدّ لها من علّة وجوديّة, فإنّها عدميّة والعدميّ يصلح أن يكون معلولاً للعدميّ. ١٢

[4] قوله: [وجود كلّ شيء عينه] فلا يكون وجود الواجب مثل وجود الممكن. ١٢

[5] قوله: [في لزوم كونه وجوديًّا] لأنّ المعدوم لا يصحّ رؤيته, وأيضاً لا شكّ في أنّ الصحّة وجوديّة كانت أو عدميّة تحتاج إلى العلّة بهذا المعنى, وبهذا يندفع الاعتراض الأوّل والثالث. ١٢ "ن"

[6] قوله: [ثُمَّ لا يجوز] دفع للإشكال الثاني من جواز أن يعلّل الرؤية بالعلل المختلفة. ١٢

[7] قوله: [هويّة ما] الهويّة قد تطلق على الشخص وعلى الوجود الخارجيّ وهو المراد هاهنا. ١٢ "ن"

[8] قوله: [وقد لا نقدر] يريد أنه لو كان المدرك خصوصيّة الشبح لأدركنا ما فيه من الجواهر والأعراض, واللازم باطل؛ لأنّا قد لا نقدر على تفصيلها عند ما سئلنا عنها. ١٢ "ن"




إنتقل إلى

عدد الصفحات

388