قالوا: ﴿ لَن نُّؤۡمِنَ لَكَ حَتَّىٰ نَرَى ٱللَّهَ جَهۡرَةٗ﴾[البقرة: ٥٥] فسأل ليعلموا امتناعها كما علمه هو، وبأنّا لا نسلّم٠[1]٠ أنّ المعلّق عليه ممكن، بل هو استقرار الجبل حال تحرّكه وهو محال٠[2]٠، وأجيب: بأنّ كلاًّ من ذلك خلاف الظاهر٠[3]٠، ولا ضرورة في ارتكابه على أنّ القوم إن كانوا مؤمنين كفاهم قول موسى عليه السلام٠[4]٠: إنّ الرؤية ممتنعة، وإن كانوا كفّاراً لم يصدّقوه٠[5]٠ في حكم الله تعالى بالامتناع، وأيّا ما كان٠[6]٠ يكون السؤال عبثاً،
[1]قوله: [وبأنّا لا نسلّم... إلخ] اعتراض على الدليل الثاني. ١٢
[2]قوله: [وهو محال] لأنه علّق الرؤية على استقرار الجبل, إمّا حال سكونه أو حال حركته, والأوّل ممنوع ؛ لأنه لو علّقه حال سكونه لزم وجود الرؤية لحصول الشرط الذي هو الاستقرار وهو باطل, فإذن قد تعيّن أنه علّقه عليه حال حركته وهو محال, فيكون تعليق الرؤية عليه تعليقاً بالمحال. ١٢ "شرح مواقف"
[3]قوله: [خلاف الظاهر] أمّا الأوّل فلأنّ موسى عليه السلام لم يقل: ½أرهم ينظروا إليك¼, بل قال: ﴿ أَرِنِيٓ أَنظُرۡ إِلَيۡكَ ﴾[الأعراف: ١٤٣], وأمّا الثاني فلأنه علّقه على استقرار الجبل من حيث هو, من غير قيد بحال السكون أو الحركة. ١٢
[4]قوله: [قول موسى عليه السلام... إلخ] بل كان يجب عليه أن يردعهم عن طلب ما لا يليق بجلال الله تعالى كما زجرهم، وقال: ﴿ إِنَّكُمۡ قَوۡمٞ تَجۡهَلُونَ ﴾[الأعراف : 138] عند قولهم: ﴿ ٱجۡعَل لَّنَآ إِلَٰهٗا كَمَا لَهُمۡ ءَالِهَةٞۚ﴾[الأعراف: ١٣٨]. ١٢ "مواقف"
[5]قوله: [لم يصدّقوه] في الجواب بـ ﴿ لَن تَرَىٰنِي ﴾[الأعراف: ١٤٣٨] إخباراً عن الله تعالى؛ لأنّ الكفّار لم يحضروا وقت السؤال, بل الحاضرون هم السبعون المختارون, فكيف يقبلون مجرّد إخباره مع إنكارهم المعجزات الباهرات, هذا ما قال السيّد السند وقال العلاّمة الخيالي: إنّ السبعين المختارين هم الذين طلبوا الرؤية, وقالوا: لَن نُّؤۡمِنَ لَكَ حَتَّىٰ نَرَى ٱللَّهَ جَهۡرَةًٗ﴾[البقرة: ٥٥] فعلم أنهم ارتدّوا وكفروا من بعد ما آمنوا, فلا إشكال أصلاً. ١٢
[6]قوله:[وأيّا ما كان] أي: سواء كانوا مؤمنين أو كافرين. ١٢