قوله: [مقارن دعواه بمعجزة... آهـ] فائدة: معجزات النبيّ عليه السلام منها القرآن واختلف في وجه الإعجاز, فقيل: لأنه في الطرف الأعلى من البلاغة, وقيل: لاشتماله على الإخبار بالمغيبات, وقيل: لغرابة أسلوبه, وقيل: لصرفه أي: بأنّ صرف الله تعالى دواعيهم إلى أن لا يعارضوا القرآن مع أنهم كانوا قادرين على إتيانها بمثله, وفيه ركاكة وخزازة لايخفى, وقيل: للسلب أي: لسلب قدرتهم على الإتيان بمثله, وكانوا قبل ذلك قادرين عليه, والحقّ أنّ إعجازه لجميع هذه, فحصر وجه الإعجاز في أحدها ونفيه من الآخر خطأ, ومن المعجزات إخبار النبي صلّى الله تعالى عليه وسلّم بالوقائع الماضية ووقوعها على ما أخبر من غير تفاوت وتخالف كنبع الماء من بين أصابعه, وإشباع الخلق الكثير بطعام يسير, وأعلى المعجزات الإتيان بمثل هذه الشريعة السمحة السهلة البيضاء الغراء, ورعيت فيها مصالح الدارين كما لا يخفى على العارفين بأسرارها الشريفة مع أنه عليه السلام كان قبل ذلك أميًّا وبالجملة لا يخفى معجزاته.
قوله: [غير تعارض] صفة للخارق.
قوله: [وتصديقه] أي تصديق الرسول.
قوله: [بعده] أي بعد ظهور الخارق القارن لدعواه غير المعارض ضروري.
قوله: [خاتمهم للمعجزات... آهـ] منها القرآن وانشقاق القمر والإخبار عن البيت المقدس وإشباع الخلق الكثير بطعام يسير, وكذا الماء القليل لجم غفير ونبوع الماء من بين أصابعه وانقياد الشجرة الدعوة وإحياء الموتى بإذن الله تعالى على يده وكلام العجماوات والجمادات له ومعه كما نقل بطرق كثيرة حتّى بلغ التواتر, ومن المعجزات سيرته المطهّرة المهديّة, والعلوم التي يطلق بها مع أنه من قبل هذا لم يدارس اليهود ولا النصارى ولا أحداً, والعلوم الصادرة منه عليه السلام علوم لا يكاد أن يدركها الإنسان مع كمال بلوغها غاية تصوّر في تهذيب القوي العلمية والعملية, وكون كلماته جامعة إلى غير ذلك من المعجزات بما يعجز عن عدّتها لسان التحرير والتقرير.
قوله: [والأفضلية كذلك] أي: بهذا الترتيب أي: بترتيب الخلافة.
قوله: [وإثبات الغائب حمق... آهـ] فيه ردّ على الشيعة الشنيعة حيث قالوا: إنّ الإمام المنتظر الغائب هو الإمام محمّد المهدي المختفي في سرّ مَن رآى.