عنوان الكتاب: شرح العقائد النسفية

تفاوت أصلاً، فلا يكونان نقيضين، بل يتصوّر بينهما واسطة بأن يكون الشيء بحيث لا يكون مفهومه مفهوم الآخر، ولا يوجد بدونه كالجزء مع الكلّ٠[1]٠ والصفة مع الذات٠[2]٠ وبعض الصفات مع البعض، فإنّ ذات الله تعالى وصفاته أزليّة، والعدم على الأزليّ محال٠[3]٠، والواحد من العشرة يستحيل بقاؤه بدونها وبقائها بدونه إذ هو منها، فعدمها عدمه٠[4]٠ ووجودها وجوده، بخلاف الصفات المحدثة٠[5]٠، فإنّ قيام الذات بدون تلك الصفات المعيّنة٠[6]٠ متصوّر، فتكون غير الذات، كذا ذكره المشايخ، وفيه نظر٠[7]٠؛لأنهم إن


 



[1] قوله: [كالجزء مع الكلّ] فإنّ مفهوم الجزء ليس مفهوم الكلّ بعينه, حتّى تكون عينه, ولا يجوز الانفكاك بينهما حتى يكون غيره. ١٢ "ر"

[2] قوله: [والصفة مع الذات] يعني: أنّ ذات الله تعالى موجود قديم وصفاته موجودة قديمة, لا يتصوّر وجود ذاته دون صفاته, ولا وجود صفاته دون ذاته, ولا نعني بالمغايرة المنفيّة إلاّ هذا. ١٢

[3] قوله: [والعدم على الأزليّ محال] فلا يقدر ولا يتصوّر وجود أحدهما بدون الآخر. ١٢

[4] قوله: [فعدمها عدمه... إلخ] هذا تعبير عن الاستلزام بطريق المبالغة, وإلاّ فتخالف الوجودين والعدمين ظاهر, على أنّ الاستلزام بين العدمين باطل, كما سيذكره. ١٢

[5] قوله: [بخلاف الصفات المحدثة] أي: صفات المخلوقين؛ إذ يجوز عدمها مع بقاء الذات. ١٢

[6] قوله: [بدون تلك الصفات المعيّنة] في بعض الحواشي, إنما قيّد ½الصفة¼ بالتعيين لِمَا أنّ الذات الموجودة لا بدّ لها من صفة في الجملة, وإذا أمكن وجود الذات بدون تلك الصفات فتكون تلك الصفات غير الذات، لإمكان الانفكاك، وكذا الكلام في بعض الصفات المتّحد موصوفها بالنسبة إلى البعض الآخر؛ لجواز وجود بعضها بدون البعض الآخر. ١٢

[7] قوله: [فيه نظر] هذا النظر من جانب المعتزلة على تعريف الغيريّة بإمكان الانفكاك. ١٢




إنتقل إلى

عدد الصفحات

388