[٤]: قالَتْ أُمُّ الْمُؤْمِنِيْنَ سيِّدَتُنَا عَائِشَةُ رضي الله تعالى عنها: جاءَتْنِي اِمْرَأَةٌ، ومعَها اِبْنَتَانِ لَهَا، فسَأَلَتْنِي، فلَمْ تَجِدْ عِنْدِي شَيْئًا، غَيْرَ تَمْرَةٍ وَاحِدَةٍ، فأَعْطَيْتُهَا إِيَّاهَا، فأَخَذَتْهَا، فقَسَمَتْهَا بَيْنَ ابْنَتَيْهَا، ولَمْ تَأْكُلْ منها شَيْئًا ثُمَّ قامَتْ، فخَرَجَتْ وَابْنَتَاهَا، فدَخَلَ عَلَيَّ النَّبِيُّ الْكَرِيْمُ صلّى الله تعالى عليه وآله وسلّم، فحَدَّثْتُهُ حَدِيْثَها فقال النَّبِيُّ الْكَرِيْمُ صلّى الله تعالى عليه وآله وسلّم: «مَنْ ابْتُلِيَ مِنَ الْبَنَاتِ بِشَيْءٍ فأَحْسَنَ إِلَيْهِنَّ كُنَّ له سِتْرًا مِنَ النَّارِ»[1].
أخي الحبيب:
تتَنَزَّلُ لله رَحَمَاتٌ وبَرَكَاتٌ في الاجْتِمَاعَاتِ لِمركز الدَّعْوَةِ الإسْلامِيَّةِ، لَقَدْ قال الشَّيْخُ الإمَامُ أَحْمَدُ رضا خان رحمه الله تعالى: «اَلْجَمَاعَةُ بَرَكَةٌ، والدُّعَاءُ الْجَمَاعِيُّ، أَوْلَى، وأَقْرَبُ لِلإجَابَةِ»، ويقولُ الْعُلَمَاءُ الْكِرَامُ: «لَمْ يَجْتَمِعْ قَطُّ أَرْبَعُوْنَ صَالِحًا، إِلاَّ ولله فِيْهِم وَلي»[2].
فإِذَا تَأَخَّرَتْ إجَابَةُ الدُّعَاء فلاَ ينبغي أن نَشْتَكِي، أَوْ نَجْزَع، فإِنَّ اللهَ تعالى، أَعْلَمُ مِنَّا بِمَا هُوَ خَيْرٌ لَنَا، وقَدْ يُؤَخِّرَ إجَابَةَ الدُّعَاء، لِحِكْمَةٍ بَالِغَةٍ فعَلَيْنَا أَنْ نَشْكُرَ رَبَّنَا دَائِمًا بِكُلِّ حَالٍ سَوَاءٌ أَعْطَانَا ذُكُورًا أَمْ أُنَاثًا، لَقَدْ قالَ سبحانه وتعالى في سُوْرَةِ الشُّورَى: