في سَنَةٍ ١٤٢٦هـ الْمُوَافِق لِسَنَةٍ ٢٠٠٥م، وإنَّ الدُّرُوسَ والْمُحَاضَرَاتِ والأَنَاشِيْدَ قد غَيَّرَتْ حَياتَه بالْكَامِلِ، ووَقَعَ في قَلْبِه حُبُّ الإسلامِ، وبَعْدَ نِهايَةِ الاعتِكافِ قابَلَ أهْلَه، ودَعَاهُمْ إلَى الإسلامِ، فَأَسْلَمَ أَبَوَاهُ وأُخْتاه، وأَخُوْه، وأَخَذُوْا الطَّرِيْقَةَ الْقَادِرِيَّةَ الرَّضَوِيَّةَ.
صلوا على الحبيب! صلى الله تعالى على محمد
الحكاية الخامسة:
قالَ أَحَدُ الإخْوَةِ الْمُسْلِمِيْنَ: كُنْتُ رَاغِبًا في الدُّنْيا، بَعِيْداً عن الله تعالى، مُنْهَمِكًا في الْمَعَاصِي، وإنَّمَا كانَتْ غايَتِي جَمْعَ الْمَالِ فَقَطْ، وحِيْنَمَا نَصَحَنِي أَحَدُ الإخْوَةِ الدُّعَاةِ، بالاعْتِكافِ الْجَمَاعِيِّ، لَمْ أَسْتَمِعْ لَه ولكنَّه لَمْ يَيْئَسْ وحاوَلَ مَعِي عِدَّةَ مَرَّاتٍ، وَاسْتَمَرَّ علَى هذا الْحَالِ، حتَّى أقنَعَنِي بالاعتِكافِ الْجَمَاعِيِّ وإِنِّي قَدْ اِعْتَكَفْتُ الْعَشْرَ الأَوَاخِرَ مِنْ رَمَضَانَ في عَامٍ١٤١٠هـ، اَلْمُوَافِقِ لِسنَةٍ١٩٩٠م، وصِرْتُ مُحَافِظًا علَى الصَّلاَةِ جَمَاعَةً ولله الْحَمْدُ، وأَعْفَيْتُ لِحْيَتِي بِصُحْبَةِ عُشَّاقِ الرَّسُولِ صلّى الله عليه وسلّم، ولَبِسْتُ الْعِمَامَةَ الْخَضْرَاء، وتَعَلَّمْتُ مَسْأَلَةً شَرْعِيَّةً في الدِّيْنِ وهِيَ أَنّ اِسْتِقْبَالَ الْقِبْلَةِ أَوْ اِسْتِدْبَارَها عِنْدَ الْبَوْلِ أَوِ الْغَائِطِ حَرَامٌ، وكانَ وَجْهُ دَوْرَةِ الْمِيَاهِ في هذا الْمَسْجدِ في اتِّجَاهِ الْقِبْلَةِ، فإنِّي قَدْ أَصْلَحْتُ ولله الْحَمْدُ دَوْرَةَ الْمِيَاهِ مِنْ مَالِي بحَيْثُ لا تَسْتَقْبِلُ الْقِبْلَةَ, وخَرَجْتُ عِدَّةَ مَرَّاتٍ لِلسَّفَرِ في سبيلِ الله مَعَ قَوَافِلِ المدينة وما ذَكَرْتُ لَكَ هذا، إلاّ تَحَدُّثًا بالنِّعْمَةِ، ولله الْحَمْدُ على ذلك.
صلوا على الحبيب! صلى الله تعالى على محمد