إنّ الصَّوْمَ يُحَذِّرُ صَاحِبَه مِنْ الْوُقُوعِ في مَكَائِدِ الشَّيْطَانِ، وإنَّ أَنْفَاسَ الصَّائِمِ هي بِمَثَابَةِ الشُّهُبِ للشَّيْطَانِ ويَبْتَعِدُ الشَّيْطَانُ عَن الصَّائِم ويَفِرُّ، ويُصَفَّدُ في رمضانَ الْمُبَارَكِ.
كفّارة عجيبة:
يقول سَيِّدُنَا أبو هُرَيْرَةَ رضي الله تعالى عنه: بَينَما نَحْنُ جُلُوسٌ عندَ النَّبِيِّ الْكَرِيْمِ صلّى الله تعالى عليه وآله وسلّم إذْ جاءَهُ رَجُلٌ فقال: يا رَسُوْلَ الله، هَلَكْتُ، قال: «مَا لَكَ؟»، قال: وَقَعْتُ على اِمْرَأَتي، وأنَا صَائِمٌ، فقال رَسُوْلُ الله صلّى الله تعالى عليه وآله وسلّم: «هل تَجِدُ رَقَبَةً تُعْتِقُها؟»، قال: لا، قال: «فهل تَسْتَطِيْعُ أَنْ تَصُوْمَ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ؟»، قال: لا، فقال: «فهل تَجِدُ إِطْعَامَ سِتِّيْنَ مِسْكِينًا؟»، قال: لا قال: فمَكَثَ النَّبِيُّ الْكَرِيمُ صلّى الله تعالى عليه وآله وسلّم فبَيْنَا نَحْنُ على ذلك، أُتِيَ النَّبِيُّ الْكَرِيمُ صلّى الله تعالى عليه وآله وسلّم بعَرَقٍ فيه تَمْرٌ وَالْعَرَقُ: الْمِكْتَلُ، قال صلّى الله تعالى عليه وآله وسلّم: «أَيْنَ السَّائِلُ؟»، فقال: أنَا، قال: «خُذْهَا فتَصَدَّقْ به»، فقال الرجلُ: أَعَلَى أَفْقَرُ منِّي يا رَسُولَ الله؟ فوَالله ما بَيْنَ لابَتَيْها يُرِيْدُ الْحَرَّتَيْنِ أَهْلُ بَيْتٍ أَفْقَرُ مِنْ أَهلِ بَيْتِي فضَحِكَ النَّبيُّ الْكَرِيْمُ صلّى الله تعالى عليه وآله وسلّم حتّى بَدَتْ أَنْيَابُه ثُمَّ قال: «أَطْعِمْه أَهْلَكَ»[1].