جائزة نبي الرحمة صلّى الله تعالى عليه وسلّم:
قال سَيِّدُنا الواقِدِيُّ رحمه الله تعالى: جاءَني ضُيُوْفٌ كَثُرَ جدًّا، وأَقْبَلَ علَيَّ شَهْرُ رَمَضانَ ولا نَفَقَةَ لي، فكَتَبْتُ إلى عَلَويٍّ، كان صَدِيْقًا لي، أَسْتَقْرِضُ منه أَلْفَ دِرْهَمٍ فأَرْسَلَ دُرَيْهِمَاتٍ في كِيْسٍ، فمَا أَمْسَيْتُ مِنْ يَوْمِي هذَا حتّى أَتَتْني رُقْعَةٌ مِنْ بَعْضِ أَصْدِقَائِي، يَسْتَقْرِضُ منِّي أَلْفَ دِرْهَمٍ فبَعَثْتُ إلَيْه بالْكِيْسِ فلَمَّا أَصْبَحْتُ مِن الْيَومِ الثَّانِي، أَتَاني الصَّدِيْقُ الذي أَقْرَضْتُه، وَالْعَلَوِيُّ الذي أَقْرَضَني، وأَخْرَجَا إلَيَّ الْكِيْسَ، وقال لي الْعَلَوِيُّ، رحمه الله تعالى: أَعْلَمُ أنَّه قد أَظَلَّنَا هذَا الشَّهْرُ الْمُبَارَكُ، وما عِنْدِي لِلنَّفَقَةِ غَيْرُ هذهِ الدُّرَيْهِمَاتِ التِي في هذَا الْكِيْسِ فلَمَّا وَرَدَتْ عَلَيَّ رُقْعَتُكَ، بَعَثْتُ بها إلَيْكَ، وآثَرْتُكَ على نَفْسي، وكَتَبْتُ إلى هذا الْفَتَى، أَسْتَقْرِضُ مِنْه أَلْفَ دِرْهَمٍ، فبَعَثَ إليَّ بهذَا الْكِيْسِ، فتَعَجَّبْتُ مِنْ ذلك فقَصَصْتُ علَيْه الْقِصَّةَ، فاتَّفَقْنَا على أَنْ نُقَسِّمَها أَثْلاَثاً، لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنَّا الثُّلُثُ إلى أَنْ يُيَسِّرَ اللهُ تعالى قال الْوَاقِدِيُّ رحمه الله تعالى: فاقْتَسَمْنَاهَا، فأَنْفَقْتُ ما خَصَّني ولَمْ يَبْقَ منه إلاَّ الْقَلِيْلُ وأنَا مُهْتَمٌّ لِمَا أَصَابَني، فرَأَيْتُ النَّبِيَّ الْكَرِيْمَ صلّى الله تعالى عليه وآله وسلّم يُبَشِّرُني بِالْفَرَجِ ولَمَّا كان الْوَقْتُ وَقْتَ سَحَرٍ إذَا أنَا برَسُوْلِ يحي بْنِ خالِدٍ الْبَرْمَكِيِّ يَطْلُبُني فجِئْتُه فقال: يا وَاقِدِيُّ رحمه الله تعالى، رَأَيْتُكَ الْبَارِحَةَ في مَنَامِي على حَالَةٍ اِسْتَدْلَلْتُ بها على أنَّكَ في غَمٍّ فأَخْبِرْني بحَالِكَ فأَخْبَرْتُه بالْقِصَّةِ فقال: