وأمَّا بالنِّسْبَةِ إِلَيَّ، فإنِّي ولله الْحَمْدُ أُدَاوِمُ بَعْدَ الْمَغْرِبِ، على هَذِهِ السِّتِّ رَكَعَاتٍ، وأَمَّا التِّلاَوَةُ والتَّنَفُّلُ الْمُطْلَقُ في مـا بَيْنَ الْمَغْرِب والْعِشَاء، فإنَّه مَشْرُوْعٌ، ولا بَأْسَ في ذلك، وإنَّمَا لِلْمُسْلِمِ الَّذِي يُرِيْدُ الْخَيْرَ، والثَّوَابَ أنْ يُصَلِّيَ في تِلْكَ اللَّيْلَةِ العَظِيْمَةِ سِتَّ رَكَعَاتٍ بعد الْمَغْرِب، ويُرَغِّبَ الْمُسْلِمِيْنَ في هذا الْعَمَلِ الصَّالِح.
الأمن من السحر:
هو أَنْ تَأْخُذَ سَبْعَةَ أَوْرَاقٍ مِنْ السِّدْرِ لَيْلَةَ النِّصْفِ مِنْ شَعْبانَ، ثم تَجْعَلَهُمْ بإِنَاءٍ كَبِيْرٍ فيه ماءٌ يَكْفِي لِلْغُسْلِ، وتُحَرِّكَهُمْ بيَدِكَ اليُمْنَى في الْمَاء وتَغْتَسِلَ بهذا الماء تَأْمَنُ مِن شَرِّ السِّحْرِ إن شاء الله تعالى[1].
زيارة القبور ليلة النصف من شعبان:
عن أمِّ الْمُؤْمِنين سيدَتِنَا عائِشَةَ الصِّدِّيْقَةِ رضي الله تعالى عنها قالتْ: فَقَدْتُ رسولَ الله صلّى الله تعالى عليه وآله وسلّم لَيْلَةً فخَرَجْتُ فإذَا هُوَ بالبَقِيْعِ، فقالَ: «أَكُنْتِ تَخَافِيْنَ أَنْ يَحِيْفَ اللهُ عَلَيْكِ ورَسُوْلُه»، قُلْتُ: يا رَسُوْلَ الله، ظَنَنْتُ أَنَّكَ أَتَيْتَ بَعْضَ نِسَائِكَ، فقالَ صلّى الله تعالى عليه وآله وسلّم:
«إنَّ اللهَ تعالى يَنْزِلُ لَيْلَةَ النِّصْفِ مِنْ شَعْبانَ إلى السَّمَاءِ الدُّنْيَا فيَغْفِرُ لأَكْثَرَ مِنْ عَدَدِ شَعْرِ غَنَمِ كَلْبٍ»[2].