صيام خواص الخواص: هو كَفُّ القلبِ عَمّا سِوَى الله تعالى بالكُلِّيَّة، وكَوْنُه مُعَلَّقاً مع الله تعالى.
أخي الحبيب:
يجب على كُلِّ صائمٍ أن يَكُفَّ جميعَ أَعْضائِه عَنِ الذُّنُوْب، مع الإمساكِ عن الْمُفْطِرَات، يقول سيدُنا عليّ الْهجويري رحمه الله تعالى:
«الصومُ: هو الإمساكُ، وللإمساك شُرُوْطٌ كثيرةٌ، منها: كَفُّ الْبَطْنِ عن الأكل والشرب وكَفُّ الْعَيْن عن النَّظَرِ الحرام، وكَفُّ الأُذُن عن الاستماعِ إلى الغيبة وكفُّ اللِّسَان عن فُضُوْل الكلام وكفُّ الْجِسْم عن الْمَحَارِم فلا يكون العبدُ صائِماً حقيقةً إلاّ إذا اجْتَمَعَتْ فيه هذه الشرائطُ»[1].
وللأَسَفِ الشديد نحن نرَى كثيراً من الناس، يتَصوَّرُ أنّ حقيقةَ الصومِ هو تَرْكُ الطعامِ والشَّرَاب، والجِمَاع، وغَيْرِها من الْمُفْطِرَات، ولا يَتْرُكُ الْمُحَرَّمَات ولا يَكُفُّ نفسَه عن الْخَطَايا لا شَكَّ أنّه يقومُ بالصومِ شَرْعاً، لكن لا يُدْرِكُ حقيقةَ الصومِ وأهدافَه، وثِمَارَه العظيمة.
صلّوا على الحبيب! صلّى الله تعالى على محمد
أخي الحبيب:
إذا كان العبدُ مطلوبٌ منه في نَهَار رمضان: أن يَتْرُكَ ما كان مُبَاحًا له قَبْلَ دُخُوْلِ الشهرِ العظيم، فالأَوْلَى له: أن يَتْرُك جميعَ الأشياء التي حَرُمَتْ عليه قبل دخُوْلِ شَهْرِ رمضان مِنَ الْكَذِب والغيبة والنَّمِيْمة