لقد تغيَّرَتْ في زَمَانِنا هذا كثيرٌ من عاداتِ الْخَيْرِ، ففي هذا الزَّمَن ترَى الصائمَ يَغْضَبُ، ويَسُبُّ، وتَضِيْقُ أخلاقُه في الصَّومِ، فيجبُ على الصائم: أنْ لا يَغْضَبْ، ولا يَرْفُثْ، وإن بادَره غيرُه بالاستثارة، أو الأَذَى وأن يُحَاوِلَ أن يُعَوِّد أعضاءَه، على الصيام، لأنّه لا يُمْكِنُ الْحَذَر من الْمُهْلِكَات، إلاّ بصِيَامِ الْجَوَارِح.
أخي الحبيب: إنّ صيامَ الْجَوارِح، أيْ: كَفَّ الأعضاء من الذُّنوب، ليس فقَطْ في شهرِ رمضان بلْ إنّما هو يَلْزَمُ طِيْلَةَ الْحَيَاة، ولَمْ يُمْكِن ذلك، إلاّ إذا جعَلْتَ خوْفَ الله في قَلْبِكَ، وجعَلْتَ خَشْيَةَ الله نُصْبَ عَيْنَيْكَ، وتذَكَّرْ يوم القيامة، فالناسُ أبْصَارُهم زائغةٌ والشمسُ تَدْنُو من الرُّؤُوْسِ من فَوْقِهم ولكنّها في هذا اليومِ حَرُّها مُضَاعَفٌ، والكُلُّ يقول: «نَفْسي، نفسي» ودُمُوْعُه تَسِيْلُ من الْفَزَعِ والْخَوْف والولَدُ يَفِرُّ من أَبِيْه، والأَبُ يَفِرُّ من ولَدِه، والزَّوْجُ يفِرُّ من زَوْجَتِه، وتَشْهَدُ على الناس أيْدِيْهم، وأرْجُلُهم، ويَخْتِمُ اللهُ على أفوَاهِهم يقولُ تبارك وتعالى في كتابِه الكريم: ﴿ ٱلۡيَوۡمَ نَخۡتِمُ عَلَىٰٓ أَفۡوَٰهِهِمۡ وَتُكَلِّمُنَآ أَيۡدِيهِمۡ وَتَشۡهَدُ أَرۡجُلُهُم بِمَا كَانُواْ يَكۡسِبُونَ ﴾ [يس: ٣٦/٦٥].
أخي الحبيب:
تذَكَّرْ أهْوَالَ يومِ القيامة وأَمْسِكْ أعْضَاءَك من كلِّ قولٍ أوْ فِعْلٍ حرام وَاحْرِصْ على أن تَجْعَلَ جَوَارِحَكَ صائِمةً لله تعالى: