يقول حبيب الله الأعظم، مخبر الغيب صلّى الله تعالى عليه وآله وسلّم: «جَنِّبُوْا مَسَاجِدَكُمْ صِبْيَانَكُم ومَجَانِيْنَكم وشِرَاءَكُمْ وبَيْعَكُمْ وخُصُوْمَاتِكم ورَفْعَ أَصْوَاتِكُمْ وإِقَامَةَ حُدُوْدِكُمْ وسَلَّ سُيُوْفِكُمْ»[1].
ويَحْرُمُ إِدْخَالُ الصِّبْيَانِ، والْمَجَانِيْنِ إلى المسجد حَيْثُ غَلَبَ تَنْجِيْسُهُمْ إِيَّاهُ وإلاّ فيُكْرَهُ[2]، ويَنْبَغِي لِدَاخِلِ الْمَسْجِدِ تَعَاهُدُ نَعْلِهِ وخُفِّهِ لإزَالَةِ مَا عَلَقَ بِه مِنْ أذًى وإن رَأَى ذلك فَلْيَمْسَحْهُ، ومِنْ سُوْءِ الأَدَبِ: أنْ يَمْشِيَ الإنسانُ في المسجدِ بنَعْلِه. ويَجِبُ التَّنَبُّهُ إلى أنَّ الإتيانَ بالأَوْلادِ الصِّغَارِ، والْمَجَانِيْنِ إلى المسجدِ لا يَجُوْزُ ولو للرُّقْيَةِ ولكن لا بَأْسَ بإتْيَانِهم إلى فِنَاءِ المسجدِ.
ومَنْ يَبِيْعُ اللَّحْمَ أو السَّمَكَ، وتَفُوْحُ منه الرائحةُ، فعلَيْه: أنْ يُزِيْلَ هذه الرائحةَ ويَلْبَسَ أَحْسَنَ الثِّيَابِ، ويُجمله بالعِطرِ، قَبْلَ الذَّهَابِ إلى المسجدِ ولَيْسَ مِن الضَّروريّ: أن يَستَعمِلَ العطرَ ولَكِنَّ الْمَقْصُود: أنْ يَهْتَمَّ بالنَّظَافةِ، ويُزِيْلَ الرائحةَ الكرِيْهَةَ.
وإذا كانت الْمَأْكُوْلاتُ، أوْ الْمَشْرُوْباتُ تُسَبِّبُ لأحدٍ عَرَقًا، أو تَجْعَلُ عَرَقَه ذَا رائِحةٍ كَرِيْهةٍ، فعلَيْه أنْ يُغَيِّرَ نظَامَه الغِذَائِيَّ.