الأَحْذِيَةِ ومَكانِ الوُضُوءِ والاغْتِسَالِ لا يَفْسُدُ الاعتكافُ بِالْخُرُوْجِ إليها ويقولُ أيضًا: إنَّ فِنَاءَ الْمَسْجدِ يُعْطَى لَهُ حُكْمُ الْمَسجِدِ في هذهِ الأُمُوْرِ[1]. وإنَّ الْمِئْذَنَةَ مِنْ فِنَاءِ الْمَسجدِ لا خَارِجَةٌ عنه إذَا كانَ بَابُ الْمَنَارَةِ دَاخِلَ الْمَسجدِ ويَصْعَدُ الْمُعْتَكِفُ الْمَنَارَةَ بِلا عُذْرٍ، وأمَّا إذا كانَ بابُها خَارِجَ المسجد، فيَجُوْزُ الْخُرُوْجُ للأَذَانِ فقط، لأنَّه حَاجَةٌ شَرْعِيَّةٌ[2].
فتوى الإمام أحمد رضا خان رحمه الله تعالى:
يقولُ الإمامُ أحمد رضا خان رحمه الله تعالى: «إنَّ الْمَدَارِسَ إذَا كانَتْ مُتَّصِلَةً بِالْمَسجِدِ، وهي دَاخِلَ الْمَسجدِ، ولَيْسَ بَيْنَهُما طَرِيْقٌ فاصِلٌ فلَهَا حُكْمُ الْمَسجدِ وإنَّ خُرُوْجَ الْمُعْتَكِفِ إليها لا يُبْطِلُ اعتكافَه لأنَّها جُزْءٌ ﻣﻦ المسجد»[3]. وفي "رَدِّ الْمُحْتَارِ" عن "بَدَائِعِ الصَّنَائِعِ": «لو صَعَدَ المعتكفُ الْمَنَارَةَ لَمْ يَفْسُدْ بلا خِلاَفٍ لأنَّها منه»[4].
أخي الحبيب:
كانَ الشيخُ الإمامُ أحمد رضا خان رحمه الله تعالى قد أَجَازَ لِلْمُعْتَكِفِ أنْ يَدْخُلَ الْمَدَارِسَ الْمُلْحَقَةَ بالمسجدِ مِنْ غَيْرِ حاجَةٍ شَرْعِيَّةٍ، وقال: وهي مِنْ الْمَسجدِ.
[1] ذكره المفتي أمجد علي الأعظمي في "الفتاوى الأمجدية"، الجزء الأول، ١/٣٩٩.
[2] "الدرّ المختار" و"ردّ المحتار"، كتاب الصوم، باب الاعتكاف، ٣/٥٠٢، ملخصاً.
[3] ذكره الشيخ المفتي الإمام أحمد رضا خان في "العطايا النبوية في الفتاوى الرضوية"، ٧/٤٥٣.
[4] ذكره الشيخ العلامة ابن عابدين الشامي في "ردّ المحتار"، كتاب الصوم، باب الاعتكاف، ٣/٥٠٢.