الرَّضَوِيَّةَ وإنِّي حَفِظْتُ الْقُرْآنَ كامِلاً، ولله الْحَمْدُ، وسَجَّلْتُ لِلدِّرَاسَةِ الشَّرْعِيَّةِ في جامعةِ المدينة، وحينئِذٍ قد تَشَرَّفْتُ بمَسْئُوْلِيَّةِ قافلة المدينة في المنطقة، وقَرَّرْتُ السَّفَر في سبيلِ الله مع قَافِلَةِ المدينة لِمُدَّةِ سَنَةٍ كامِلَةٍ.
صلّوا على الحبيب! صلّى الله تعالى على محمد
الماء البارد:
قال أَحْمَدُ بْنُ خَلَفٍ: دَخَلْتُ يَوْمًا على السَّرِيِّ السَّقَطِي رحمه الله تعالى فرَأَيْتُ في غُرْفَتِه كُوْزاً جَدِيْدًا مَكْسُورًا فقال: أَرَدْتُ مَاءً مُبَرَّدًا في كُوْزٍ جَدِيْدٍ فوَضَعْتُه على هذَا الرِّوَاقِ لِيَبْرُدَ ونِمْتُ فرَأَيْتُ في مَنَامِي جَارِيَةً مُزَيَّنَةً، فقالت: يا سَرِيُّ، مَنْ يَخْطُبُ مِثْلِي يُبْرِدُ الْمَاءَ، ثُمَّ رَمَتْه برِجْلِها، فاسْتَيْقَظْتُ مِنْ نَوْمِي، فإذَا هو مَطْرُوحٌ مَكْسُورٌ[1].
صلّوا على الحبيب! صلّى الله تعالى على محمد
أخي الحبيب:
على المسلم أنْ يَرْفِضَ لَذَّاتِ الدُّنْيَا لِحُصُوْلِ نعمةٍ في الآخِرَةِ، وكان الصَّالِحُوْن رحمهم الله تعالى يُحَاسِبُونَ أَنْفُسَهم، قد حُكِيَ أنَّ بَعْضَ الصَّالِحِينَ رَأَى في شِدَّةِ الْحَرِّ رَجُلاً يَحْمِلُ ثَلْجًا، فَاشْتَهَى الْمَاءَ الْمُثَلَّجَ، فكَفَّ نَفْسَه، وقال: لا أَشْرَبُ الْمَاءَ الْبَارِدَ أَبَداً، قيل: إنّه شَرِبَ الْمَاءَ السَّاخِنَ في شِدَّةِ الْحَرِّ، حتّى مَاتَ.
[1] ذكره أبو نعيم الأصبهاني في "حلية الأولياء"، السري السقطي، ١٠/١٢٤، (١٤٧٢٥)، ومولانا محمد مصطفى رضا خان في "الملفوظ الشريف"، صـ١٥٨.