الفصل الرابع في نفحات ليلة القدر
الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة، والسلام على سيد المرسلين، أمّا بعد:
يقولُ حبيبُ الله الأَعْظَم مُخْبِرُ الْْغَيْب صلّى الله تعالى عليه وآله وسلّم: «مَنْ صلَّى عَلَيَّ في يَوْمٍ أَلْفَ مَرَّةٍ لَمْ يَمُتْ حَتَّى يَرَى مَقْعَدَهُ مِنَ الْجَنَّةِ»[1].
صلّوا على الحبيب! صلّى الله تعالى على محمّد
أخي الحبيب:
خَصَّ اللهُ تعالى لَيْلَةَ الْقَدْرِ بِفضَائِلَ عَدِيْدَةٍ وبَرَكَاتٍ كَثِيْرَةٍ، لأنّها لَيْلةٌ مُبارَكَةٌ عَظِيْمَةُ القَدْرِ عِندَ الله تعالى وفيها فَضْلٌ عَظِيْمٌ وخَيْرٌ جَسِيْمٌ وسُمِّيَتْ بلَيْلَةِ القَدْرِ لِكَوْنِها مَحَلاًّ لِتَقدِيْرِ الأُمُوْرِ في كُلِّ سَنَةٍ، وقَضَائِها فِيْها، فقد وَرَدَ في "تفسيرِ الصَّاوِي": «أي: إِظْهارُ الأُمُورِ في دَوَاوِيْنِ اَلْمَلإ الأَعْلَى»[2]. ويقولُ الشَّيخُ الْمُفتِي أَحْمَد يار خان النَّعِيْمي رحمه الله تعالى: سُمِّيَتْ هذهِ اللَّيْلَةُ بلَيْلةِ القَدْرِ لِعِدَّةِ وُجُوْهٍ، مِنْها:
[١]: سُمِّيَتْ لَيْلة القَدْرِ لِتَقدِيْرِ الأُمُوْرِ فيها أيْ: إنَّ الله سبحانه وتعالى يُقَدِّرُ فِيْها ما يكُوْنُ من السَّنَةِ إلى السَّنَةِ، ويُسَلِّمُه إلى مُدَبِّرَاتِ الأُمُوْرِ.