يَقُوْلُ سيدُنا أَبُوْ بَكْرٍ الوَرَّاقُ رحمه الله تعالى: كان مُلْكُ سيدِنا سُلَيْمَانَ على نبيّنا وعليه الصلاةُ والسّلامُ، خَمْسَ مِئَةِ شَهْرٍ، ومُلْكُ ذِي القَرْنَيْنِ رحمه الله تعالى خَمْسَ مِئَةِ شَهْرٍ فصَارَ مُلْكُهُمَا أَلْفَ شَهْرٍ فجَعَلَ اللهُ تعالى العَمَلَ في هذه اللَّيْلَةِ لِمَنْ أَدْرَكَها خَيْرًا مِنْ مُلْكِهما»[1].
أخي الحبيب:
هذه اللَّيْلَةُ لَيْلَةُ الْخَيْرِ وَالْبَرَكَةِ، والسَّلاَمَةِ، وهي من البِدَايَةِ إلى النِّهَايَةِ رَحْمَةٌ يقُوْلُ بَعْضُ الْمُفَسِّرِيْنَ رحمهم اللهُ تعالى: «لَيْلَةُ القَدْرِ فيها الْخَيْرُ الكَثِيْرُ، وهي سَلاَمَةٌ مِنْ أَذَى الأَفَاعِي، والعَقَارِبِ، وَالْمَصَائِبِ، والبَلِيَّاتِ، والشَّيَاطِيْن».
رُوِيَ أَنَّه إذا كان ليلةُ القَدْرِ تَنْـزِلُ الْمَلاَئِكَةُ وهُمْ سُكَّانُ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى، وجِبْرِيْلُ عليه السلام، ومَعَه أَرْبَعَةُ أَلْوِيَةٍ، فيَنْصِبُ لِوَاءً على قَبْرِ النَّبِيِّ الكَرِيْمِ صلّى الله تعالى عليه وآله وسلّم، ولِوَاءً على ظَهْرِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ ولِوَاءً على ظَهْرِ الْمَسْجدِ الْحَرَامِ، ولِوَاءً على ظَهْرِ طُوْرِ سَيْنَاءَ، ولا يَدَعُ بَيْتًا فيه مُؤْمِنٌ أوْ مُؤْمِنَةٌ إلاّ دَخَلَه وسَلَّمَ عليه ويَقُوْلُ: يا مُؤْمِنُ أوْ يا مُؤْمِنَةُ السَّلاَمُ يَقْرَؤُكُم السَّلاَمَ إلاّ على مُدْمِنِ خَمْرٍ، وقَاطِعِ رَحِمٍ، وآكِلِ لَحْمِ خِنْـزِيْرٍ[2].