قالَ أحَدُ الإخْوَةِ: كُنْتُ شَابًّا، مُتَمَرِّدًا، وأَنَا مُوْلِعٌ بالأَغَانِي، وكُنْتُ أَسْمَعُهَا قَبْلَ النَّوْمِ لا هَمَّ لِي إلاَّ اللَّهْوُ مَعَ الشَّبَابِ، وكُنْتُ دَائِمًا مُقَصِّرًا في حَقِّ أَبي وأُمِّي وأَقْضِي مُعْظَمَ أَوْقَاتِي في الذُّنُوْبِ والْمَعَاصِي وأَخْرُجُ كَثِيْرًا إلَى النُّزْهَاتِ، فكانَ اِبْنُ عَمِّي، هو مِنَ الإخْوَةِ الدُّعَاةِ قَدْ دَعَانِي إلَى الاعْتِكَافِ الْجَمَاعِيِّ معَ أَصْحَابِ مركز الدَّعْوَةِ الإسلاَمِيَّةِ فَاسْتَجَبْتُ لَهُ وَاِعْتَكَفْتُ الْعَشْرَ الأَوَاخِرَ في سنَةٍ ١٤٢٥هـ الموافق لسنَةٍ ٢٠٠٤م، فسَمِعْتُ هُنَا أَحَدَ الإخْوَةِ الدُّعَاةِ تَأَثَّرْتُ بكَلاَمِه وأَخْلاَقِه جِدًّا، وقَرَّرْتُ فِعْلاً أَنْ أَقْتَرِبَ مِنْ رَبِّي، وأَنْ أَتَوَقَّفَ عَنْ أَيِّ مَعْصِيَةٍ أَفْعَلُهَا في حَيَاتِي، ولَبِسْتُ الْعِمَامَةَ الْخَضْرَاء، ولَمَّا سَمِعْتُ الدُّرُوْسَ لَيْلَةَ السابِعِ والْعِشْرِيْنَ مِنْ رَمَضانَ قَدْ أَثَّرَتْ علَيَّ وبَكَيْتُ كَثِيْرًا ورَأَيْتُ لَيْلَةَ اليَوْمِ الثَّانِي مِنَ الْعِيْدِ رَجُلاً في عَالَمِ الْمَنَامِ قالَ لي: لَقَدْ دَخَلَ وَقْتُ الصَّلاَةِ وأَنْتَ نَائِمٌ فقُمْتُ إلى الصَّلاَةِ في مَنَامِي، ووَضَعْتُ يَدَيِ الْيُمْنَى علَى الْيُسْرَى، ثُمَّ اِسْتَيْقَظْتُ مِنْ نَوْمِي، فوَجَدْتُ يَدِي علَى هذهِ الْحَالَةِ، وبَعْدَها بَدَأْتُ أَذْهَبُ إلى الاجْتِمَاعِ الأُسْبُوْعِيِّ لِمركز الدَّعْوَةِ الإسلاَمِيَّةِ ولله الْحَمْدُ وسَجَّلْتُ في جامِعَةِ الْمَدِيْنَةِ لِدِرَاسَةِ الْعُلُوْمِ الشَّرْعِيَّةِ وصِرْتُ مَسْؤُوْلاً عَنْ جَوَائِزِ المدينة في صَفِّي وتَعَوَّدْتُ الْعَمَلَ بها ولله الْحَمْدُ وأَطْلُبُ الدُّعَاء مِنْكُم للاسْتِقَامَةِ.
صلوا على الحبيب! صلى الله تعالى على محمد