عنوان الكتاب: نفحات رمضان

ورَجَعَتْ زَوْجَتُه خِلاَلَ الاعْتِكَافِ، وحَلَّتِ الْمَشَاكِلُ الْعَائِلِيَّةُ، وَالْتَحَقَ بَعْدَ ذلك بالْبِيْئَةِ الْمُتَدَيِّنَةِ لِمركز الدَّعْوَةِ الإسلاَمِيَّةِ وخَرَجَ لِلسَّفَرِ في سبيلِ الله معَ قَافِلَةِ المدينة، وتُوُفِّيَ في هذه السَّنَةِ، وقد قُبِضَتْ رُوْحُه وهو يَقْرَأُ الْمَدَائِحَ النَّبَوِيَّةَ.

أخي الحبيب:

قد كانَ ذلك الرَّجُلُ سَعِيْدًا جِدًّا، فإنّه اِلْتَحَقَ بالْبِيْئَةِ الْمُتَدَيِّنَةِ قَبْلَ مَوْتِه وإنّ السَّعِيْدَ مَنْ تابَ إلى الله وأَقْبَلَ علَيْه وَاسْتَقَامَ وَالْتَزَمَ بالسُّنَّةِ قَبْلَ مَوْتِه، وإنَّ الشَّقِيَّ مَنْ اِبْتَعَدَ عَنِ الْبِيْئَةِ الْمُتَدَيِّنَةِ بَعْدَ أَنْ كانَ مُلْتَزِمًا بالسُّنَّةِ وإذَا لاَحَظَ الْعَبْدُ أنّ الشَّيْطَانَ يُحَاوِلُ معَهُ أَنْ يَشْغَلَهُ عَنِ الْعِبَادَاتِ فعلَيْه أن يَضَعَ نُصْبَ عَيْنَيْه هذَا الْحَدِيْثَ الشَّرِيْفَ: عَنْ أُمِّ الْمُؤْمِنيْنَ، سَيِّدَتِنَا عائِشَةَ رضي الله تعالى عنها: «إذَا أَرَادَ اللهُ بعَبْدٍ خَيْرًا بَعَثَ إلَيْه قَبْلَ مَوْتِه بعَامٍ مَلَكًا يُسَدِّدُه ويُوَفِّقُه حتَّى يَمُوْتَ على خَيْرِ أَحَايِيْنِه فيقولُ النَّاسُ: ماتَ فُلاَنٌ على خَيْرِ أَحَايِيْنِه فإذَا حَضَرَ، ورَأَى ما أَعَدَّ اللهُ تعالى لَهُ جَعَلَ يَتَهَوَّعُ نَفْسَه مِنَ الْحِرْصِ عَلَى أَنْ تَخْرُجَ فهُنَاكَ أَحَبَّ لِقَاءَ الله، وأَحَبَّ اللهُ لِقَاءَه، وإذَا أَرَادَ اللهُ تعالى بعَبْدٍ شَرًّا، قَيضَ له قَبْلَ مَوْتِه بعَامٍ شَيْطَانًا يُضِلُّه ويُغْوِيْهِ، حتّى يَمُوْتَ علَى شَرِّ أَحَايِيْنِه، فيقولُ النَّاسُ: قد ماتَ فُلاَنٌ علَى شَرِّ أَحَايِيْنِه فإذَا حَضَرَ ورَأَى ما أَعَدَّ لَهُ جَعَلَ يَتَبَلَّعُ نَفْسَه كَرَاهِيَةَ أَنْ تَخْرُجَ، فهُنَاكَ كَرِهَ لِقَاءَ الله وكَرِهَ اللهُ لِقَاءَه»[1].


 



[1] ذكره الهندي في "كنز العمال"، الجزء الخامس، ٨/٢٩٣.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

445