عنوان الكتاب: نفحات رمضان

الأَعْرابي: اللهُ تبارَك وتعالى دَعَاني إلى الصَّوْمِ، فصُمْتُ، قال الْحَجَّاجُ: في هَذَا الْحَرِّ الشَّدِيْدِ؟ فقال الأَعرابي: نَعَمْ، صُمْتُ لِيَوْمٍ هو أَشَدُّ حَرًّا مِنْ هَذَا الْيَوْمِ قال الْحَجَّاجُ: فأَفْطِرْ وصُمْ غَدًا قال الأَعرابِي: إِنْ ضَمِنْتَ لي الْبَقَاءَ إلى الْغَدِ أَفْطَرْتُ قالَ الْحَجَّاجُ: لَيْسَ ذلك إلَيَّ فقال الأَعْرابي: كَيْفَ تَسْأَلُني عَاجِلاً بآجِلٍ، لا تَقْدِرُ علَيْه؟![1].

صلّوا على الحبيب! صلّى الله تعالى على محمد

أخي الحبيب:

إنَّ عِبَادَ الله الصَّالِحِيْنَ لا يَخَافُوْنَ أَحَدًا مِنْ خَلْقِ الله، وإنَّ الذي يَصُوْمُ لله في الْحَرِّ الشَّدِيْد، يَأْمَنُ حَرَّ يَوْمِ الْقِيَامَة إن شاء الله عزّ وجلّ.

تَحيُّر الشيطان:

حُكِيَ: أنَّ بَعْضَ الصَّالِحِيْنَ كانَ يَمْشِي إلى الْمَسْجدِ، فرَأَى رَجُلاً يُصَلِّي في الْمَسجدِ، ورَجُلاً نَائِمًا على بَاب الْمَسجدِ، وَالشَّيْطَانُ قائِمٌ يَتَحَيَّرُ، ويَلْتَهِبُ، فقال له الرَّجُلُ الصَّالِحُ: ما لِي أَرَاكَ حَائِرًا؟ فقال الشَّيْطَانُ: في هذَا الْمَسجدِ رَجُلٌ قائِمٌ يُصَلِّي، كُلَّمَا هَمَمْتُ أَنْ أَدْخُلَ إلَيْه، لأُغْوِيَه، وأَشْغَلَه عن صلاتِه، تَمْنَعُني أَنْفَاسُ هذا النَّائِمِ، الذي على بَاب الْمَسْجدِ[2].

صلّوا على الحبيب! صلّى الله تعالى على محمد


 



[1] ذكره اليافعي (ت٧٦٨هـ) في "روض الرياحين"، الحكاية الثانية والعشرون بعد المئتين، صـ٢١٢.

[2] ذكره الشيخ شعيب الحريفش (ت٨٠١هـ) في "الروض الفائق"، صـ٣٩.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

445