اِعْلَمْ أَخِي الْحَبيبَ: أنّ إكْمَالَ حِفْظِ القرآن كامِلاً سَهْلٌ ولكِنْ اِسْتِذْكَارُه صَعْبٌ، وكان البَعْضُ يَحْفَظُ الْقُرْآنَ، وبَعْدَ زمَنٍ يَنْسَاهُ، فإذا حَفِظَ الولَدُ أَوِ البِنْتُ الْقُرْآنَ فعَلَيْه: أَنْ يُحَافِظَ علَيْه، والأَوْلَى أَنْ يُرَاجِعَ القرآنَ كُلَّ يَوْمٍ ويَتَعَاهَدَه، قال الرَّسُولُ الْكَرِيْمُ صلّى الله تعالى عليه وسلّم: «تَعَاهَدُوا الْقُرْآنَ فوَالَّذِيْ نَفْسي بيَدِه، لَهُوَ أَشَدُّ تَفَصِّيًا مِنَ الإبِلِ في عُقُلِها»[1].
وَالْمَعْنَى أَنَّ مِنْ شَأْنِ الإبِلِ تَطْلُبُ التَّفَلُّتَ ما أَمْكَنَها، فمتَى لَمْ يَتَعَاهَدْها برِبَاطِها تَفَلَّتَتْ فكذلك حَافِظُ الْقُرْآنِ إذا لَمْ يَتَعَاهَدْه بتِلاَوتِه، وَالتَّحَفُّظَ به وَالتَّذَكُّرَ حَالاً فحَالاً تَفَلَّتَ، بل هو أَشَدُّ ذَهَابًا في ذلك[2].
صلّوا على الحبيب! صلّى الله تعالى على محمد
عقاب من نسي القرآن:
مَنْ يَنْسَى حِفْظَه كُلَّ سَنَةٍ بسَبَبِ تَهَاوُنِه وإهْمَالِه ويَتْرُكُ الْمُرَاجَعَةَ وَالاسْتِذْكَارَ ثُمَّ إذا جَاءَ شَهْرُ رَمَضانَ اِجْتَهَدَ في اسْتِذْكَارِه لِيَقْرَأَ الْقُرْآنَ في التَّرَاوِيحِ فعلَيْه أنْ يَخَافَ اللهَ فإنَّ مَنْ حَفِظَ سُوْرَةً أو آيَةً مِنَ الْقُرْآنِ ثُمَّ نَسِيَها فهو آثِمٌ، فعلَيْه أَنْ يَتُوْبَ مِنْ ذلك، قَدْ جاءَ في الْحَدِيْثِ الشريف: