إِنَّ اللهَ تعالى أَخْفَى لَيْلَةَ القَدرِ لِحِكَمٍٍ، منها: لِتُقَامَ اللَّيَالِي كُلَّ سَنَةٍ، ويَحْصُلَ الحِرْصُ على فِعْلِ الطَّاعَاتِ، ويَكُوْنَ العَبدُ على أُهْبَةِ الاسْتِعْدَاد بعَمَلِ الْخَيْرِ.
وَاخْتَلَفَ العُلَمَاءُ الكرامُ رحمهم الله تعالى في تَعْيِيْنِ لَيْلَةِ القدرِ على أَقْوَالٍ كَثِيرَةٍ، قال البعضُ: لَيلَةُ القدرِ تَدُوْرُ في السَّنَةِ كُلِّها، كَأَنَّهم ذَهَبُوْا إلى قَوْلِ ابْنِ مسعود رضي الله تعالى عنه: «مَنْ يُقِمِ الْحَوْلَ، يُصِبْ لَيلَةَ القَدرِ»[1]. يَقُوْلُ الشَّيْخُ محيي الدِّيْن ابنُ العَرَبي رحمه الله تعالى: إِنِّي رَأَيْتُ لَيْلَةَ القَدْرِ في شَعبَانَ، وفي شَهْرِ رَبِيْعٍ، وفي شَهْرِ رَمَضَانَ وأَكْثَر مَا رَأَيْتُها في شَهْرِ رَمَضَانَ وفي العَشرِ الآخِرِ منه ورَأَيْتُها مَرَّةً في العَشْرِ الوَسَطِ من رَمَضانَ في غَيْرِِ لَيلَةِ وِتْرٍ، وفي الوِتْرِ منها، فأَنَا على يَقِيْنِ أَنَّها تَدُوْرُ في السَّنَةِ في وِتْرٍ، وشَفْعٍ من الشَّهْرِ[2].
أخي الحبيب:
بَرَكَاتُ الاعْتِكَافِ في البِيْئَةِ الْمُتَدَيِّنَةِ من مركز الدَّعْوَةِ الإسلامية كَثِيْرَةٌ يَتَمَتَّعُ بها الْمُسْلِمُوْنَ، يقول أَحَدُ الإخْوَةِ:
كُنْتُ مُدْمِنًا على مُشَاهَدَةِ الأَفلامِ وقد اعْتَكَفْتُ العَشْرَ الأَوَاخِرَ من رَمَضانَ في سنة ١٤٢٢هـ، الموافق ٢٠٠١م، وبَيْنَمَا أنَا