يقُوْلُ حُجَّةُ الإسلامِ الإمام محمد الغزَالي رحمه الله تعالى في "مُكَاشَفَةِ القُلُوْبِ": «رَجَبٌ مُشْتَقٌّ مِن التَّرْجِيْبِ وهو التَّعْظِيمُ ويُقَالُ له: الأَصَبّ لأَنَّ الرَّحْمَةَ تصبّ فيه على التَّائِبِيْنَ وتفِيضُ أَنْوَار القَبُوْلِ على العَامِلِيْنَ ويُقَالُ: الأَصَمّ لأَنَّه لَمْ يُسْمَعْ فيه حِسُّ قِتَالٍ وقِيْلَ: رَجَبٌ اِسْمُ نَهْرٍ في الْجَنَّةِ مَاؤُه أَشَدُّ بَيَاضًا مِن اللَّبَنِ وأَحْلَى مِنَ العَسَلِ وأَبْرَدُ مِنَ الثَّلْجِ لا يَشْرَبُ منه إلاّ مَنْ صَامَ شَهْرَ رَجَبٍ»[1]. في "غُنْيَةِ الطَّالبِيْن": يقال: شَهْرُ رَجَمٍ بالميم أَيْضًا فيَكُوْنُ مَعْنَاه: تُرْجَمُ فيه الشَّيَاطِيْنُ حتّى لا يُؤْذُوْا فيه الْمُؤْمِنينَ، وقِيْلَ: سُمِّيَ أَصَمَّ؛ لأَنَّه لَمْ يُسْمَعْ فيه غَضَبُ الله تعالى على قَوْمٍ قَطُّ لأَنَّ اللهَ تعالى عَذَّبَ الأُمَمَ الْمَاضِيَةَ في سائِرِ الشُّهُوْرِ ولَمْ يُعَذِّبْ أُمَّةً من الأُمَمِ في هذا الشَّهْرِ[2].
رجب ثلاثة حروف:
أخي الحبيب: وَرَدَ في "مُكَاشَفَةِ القُلُوْب": قالَ أَهْلُ الإشَارَةِ: رَجَبٌ ثَلاثَةُ أَحْرُفٍ، راء وجيم وباء، فالرَّاءُ رَحْمَةُ الله، والجِيْمُ جُرمُ العَبْدِ وجِنَايَتُه، والبَاءُ بِرُّ الله تعالى، كَأَنَّ اللهَ تعالى يقُوْلُ: اَجْعَلُ جُرمَ عَبْدِي بَيْنَ رَحْمَتِي وبِرِّي[3].