قال سيدُنا عبدُ الله بْنُ عَبَّاسٍ رضي الله تعالى عنهما: «إنَّ الرَّجُلَ لَيَمْشِي في النَّاسِ، وقَدْ رُفِعَ في الأَمْوَاتِ، ثُمَّ قَرَأَ هَذِهِ الآيَةَ:
﴿ إِنَّآ أَنزَلۡنَٰهُ فِي لَيۡلَةٖ مُّبَٰرَكَةٍۚ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ ٣ فِيهَا يُفۡرَقُ كُلُّ أَمۡرٍ حَكِيمٍ ﴾ [الدخان: ٤٤/٣-٤].
ثُمَّ قالَ: يُفْرَقُ فِيْها أَمْرُ الدُّنْيَا مِن السَّنَةِ إلى السَّنَةِ»[1].
يقُوْلُ الشَّيْخُ الْمُفْتِي أحمد يار خان النَّعِيْمي رحمه الله تعالى في تَفْسيرِ هَذِهِ الآيَةِ:
اُخْتُلِفَ في أَنَّها أَيَّةُ لَيْلَةٍ، فقِيْلَ: إنَّها لَيْلَةُ السَّابِعِ والعِشْرِيْنَ مِنْ رَمَضانَ، أوْ إنَّهَا لَيْلَةُ السَّابِعِ والعِشْرِيْنَ مِنْ رَجَبٍ، أوْ إنَّها لَيْلَةُ النِّصْفِ مِنْ شَعْبانَ وقَدْ أَنْزَلَ اللهُ القُرْآنَ جُمْلَةً وَاحِدَةً مِن اللَّوْحِ الْمَحْفُوْظِ إلى السَّمَاءِ الدُّنْيَا في لَيْلَةِ القَدْرِ، ثُمَّ كانَ جِبْرِيْلُ عليه السلام يُنْزِلُ القرآنَ على الرَّسُوْلِ الكَرِيْمِ صلّى الله تعالى عليه وآله وسلّم مُنَجَّمًا وكانَ مِن أَوَّلِه إلى آخِرِه ثَلاثٌ وعِشْرُونَ سَنَةً، وقَدْ ظَهَرَ مِنْ هَذِهِ الآيَةِ: أَنَّ لَيْلةَ نُزُوْلِ القُرآن الكريم إذا كانَتْ لَيْلَةً مُبَارَكَةً، فلَيْلَةُ مَوْلِدِ الرَّسُوْلِ الكَرِيْمِ صلّى الله تعالى عليه وآله وسلّم لَيْلَةٌ مُبَارَكَةٌ عَظِيْمَةٌ من باب الأَوْلَى، ويُقَدَّرُ في لَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَعْبانَ مِنْ مَوْتٍ، وحَيَاةٍ، ووِلادَةٍ، وأَرْزَاقٍ،