عِبَادَتَه، وصَلاَتَه، وصِيَامَه، ولا يُوجَدُ هناك إخْلاَصٌ، وإنّ الرِّيَاءَ سبَبٌ لِلْعِقَابِ الشَّدِيْدِ، ولا يتَحمَّلُ الإنسانُ من الْعَذَابِ الأَلِيْم.
قال رسولُ الله صلّى الله تعالى عليه وآله وسلّم: «تَعَوَّذُوا بالله مِنْ جُبِّ الْحُزْنِ»، قالوا: يا رسولَ الله، وما جُبُّ الْحُزْنِ؟ قال: «وَادٍ في جَهَنَّمَ، يَتَعَوَّذُ مِنْه جَهَنَّمُ كُلَّ يَوْمٍ، أَرْبَعَ مِئَةِ مَرَّةٍ»، قالوا: يا رسولَ الله، ومَنْ يَدْخُلُه؟ قال: «أُعِدَّ لِلْقُرَّاءِ الْمُرَائِيْنَ بأَعْمَالِهم»[1].
الاحتفال بختم القرآن:
إذا أَكْمَلَ الْوَلَدُ أو الْبِنْتُ الْقُرْآنَ، تُقَامُ لَهُ حَفْلَةٌ يَحْضُرُهَا الأَهْلُ وَالأَقَارِبُ تَكْرِيْمًا لَهُ، ويُقَدِّمُوْن الْهَدايَا الثَّمِيْنَةَ لَهُ ويُقَدَّمُ في هذه الْحَفْلةِ أَنْوَاعٌ مِنَ الطَّعَامِ والشَّرَاب لِلْحاضِرين وهي تُشْعِرُ الوَلَدَ أنَّه ختَمَ القرآنَ لكن لا يَعْلَمُ أَهْلُه أنَّ ذلك يُسَبِّبُ تَرْبِيَةَ الْوَلَدِ على الرِّيَاءِ.
وفي هذهِ الْحَفَلاَتِ بَحَثْتُ كثيراً عن الإخْلاَصِ لكن لَمْ أَجِدْه، بل وَجَدْتُ فِيْها الرِّيَاءَ وَالشُّهْرَةَ وَالسُّمْعَةَ، وَالْعُجْبَ، وإنّ أَهْلَ الوَلد لَلأَسَفِ الشَّدِيْدِ يقُوْمُ فيها بالتَّصْوِيْرِ، فبدَلاً مِنْ إقامَةِ حَفْلَةٍ يَنْبَغِي إذَا أَتَمَّ الولَدُ خَتْمَ القرآنِ أنْ يَذْهَبَ به أَهْلُه إلى الصالحين بقَصْدِ طلَبِ الدُّعَاء مِنْهُمْ بالبرَكةِ والتَّذَكُّرِ بالقرآن، وأَمَّا مَنْ لَمْ يَقْصِدْ بالْحَفْلةِ الرِّيَاءَ وتيَقَّنَ أنَّها لَمْ تُسَبِّبِ الرِّيَاءَ لأَبْنَائِه فلا بَأْسَ أَنْ يَحْتَفِلَ بخَتْمَةِ القرآنِ لِلْوَلَدِ أو الْبِنْتِ.