لَسْتُ أَدْرِي أَيُّكُمْ أَكْرَمُ، وأَمَرَ لي بثَلاَثِيْنَ أَلْفَ دِرْهَمٍ، ولهما بعِشْرِيْنَ أَلْفَ دِرْهَمٍ، ووَلاَّني الْقَضَاءَ[1].
صلّوا على الحبيب! صلّى الله تعالى على محمد
أخي الحبيب:
إنَّ الْمُسْلِمِينَ الصَّالِحِيْنَ كانَتْ لَدَيْهِم رَغْبَةٌ شَدِيدَةٌ في الإيْثَارِ، ويُسَاعِدُوْنَ الآخِرِيْنَ، ولا يُبَالُوْنَ بمُشْكِلاَتِهم، وَاعْلَمْ أَخِي الْمُسْلِمَ أنَّ الْمَالَ لا يَنْقُصُ مِنْ الْجُوْدِ وَالسَّخَاءِ بل يَزِيْدُ وكان حَبيْبُنَا الكريم محمّد صلّى الله تعالى عليه وآله وسلّم، هو مُطَّلِعٌ على أَحْوَالِ أُمَّتِه، ويُحِبُّ الَّذِيْنَ يُقَدِّمُوْنَ حاجَةَ الْغَيْرِ على حاجَاتِهم، وقال الْحَبيبُ المصطفى صلّى الله تعالى عليه وآله وسلّم:
«أَيُّمَا اِمْرِئٍ اِشْتَهَى شَهْوَةًً، فرَدَّ شَهْوَتَه، وآثَرَ على نَفْسه، غَفَرَ اللهُ له»[2].
رائحة الصائم:
كان سَيِّدُنا عَبْدُ الله بْنُ غالِبٍ رحمه الله تعالى مِن الْعِبَادِ الْمُجْتَهِدِيْنَ في الصَّلاَةِ وَالصِّيَامِ، فلمَّا دُفِنَ كان يَفُوْحُ مِنْ تُرَابِ قَبْرِه رَائِحَةُ الْمِسْكِ، فرَآه رَجُلٌ مِنْ إخْوَانِه في مَنَامِه، فقال: يا أَبَا فِرَاسٍ، ما صُنِعْتَ؟ قال: خَيْرُ الصَّنِيْعِ، قال: إلى ما صِرْتَ؟ قال: إلى الْجَنَّةِ، قال: