عنوان الكتاب: نفحات رمضان

جَيْبَ دِرْعِهَا[1]، ورُوِيَ: أنَّ سَيِّدَنا عَبْدَ الله بنَ الزُّبَيْرِ رضي الله تعالى عنه بَعَثَ بمِئَةِ أَلْفِ دِرْهَمٍ إلى سَيِّدَتِنَا عَائِشَةَ رضي الله تعالى عنها فقَدْ وزَّعَتْ مئةَ أَلْفٍ، أَنْفَقَتْها في سبيلِ الله، حتّى جَاءَ الْمَغْرِبُ وحانَ وَقْتُ الإفْطَارِ، فأَتَتْها الْجاريةُ, وقالَتْ: يا أُمَّ الْمُؤْمنين، لو أَبْقَيْتِ لَنَا دِرْهَمًا نَشْتَرِي به لَحْمًا نُفْطِرُ عليه، قالت لها: لَوْ كُنْتِ ذَكَّرْتِني، لَفَعَلْتُ[2].

صلّوا على الحبيب! صلّى الله تعالى على محمد

أخي الحبيب:

كانَتْ أُمُّ الْمُؤْمِنينَ سَيِّدَتُنا عَائِشَةُ الصِّدِّيقَةُ رضي الله تعالى عنها عَاشَتْ حَيَاةً زَاهِدَةً في الدُّنْيَا وأَنْفَقَتْ في سبيلِ الله، مِن الأَمْوَالِ التي أَتَتْها ولَمَّا بُعِثَ إليها بمِئَةِ أَلْفِ دِرْهَمٍ، قَسَّمَتْ، ولَمْ تُبْقِ شَيْئًا لإفْطَارِها وهذا حَالُنَا نَحْنُ إذا صُمْنَا تَنَاوَلْنَا الأَطْعِمَةَ الْمَقْلِيَّةَ والْفَوَاكِهَ عِنْدَ الإفْطَارِ ونَحْنُ نُكْثِرُ مِن الْحَلْوِيَّاتِ وَالْمَشْرُوبَاتِ، فيَنْبَغِي علَيْنا: أَنْ نَتَأَسَّيَ بأُمِّ الْمُؤْمِنينَ الصِّدِّيْقَةِ رضي الله تعالى عنها، ونَتَصَدَّقَ مِنْ أَمْوَالِنَا، وكان الالْتِحَاقُ بالْبِيْئَةِ الْمُتَدَيِّنَةِ للدَّعْوَةِ الإسْلاَمِيَّةِ، يُسَاعِدُ على إخْرَاجِ حُبِّ الدُّنْيَا مِنْ الْقُلُوْبِ ، ويُسَاعِدُ على الاسْتِعْدَادِ للآخِرَةِ ، وكان لِلسَّفَرِ في سبيلِ الله معَ الْقَافِلَةِ بَرَكَاتٌ، وثَمَرَاتٌ كَثِيْرَةٌ، وإنّ صُحْبَةَ الإخْوَةِ


 



[1] ذكره أبو نعيم الأصبهاني في "حلية الأولياء"، عائشة زوج رسول الله صلّى الله تعالى عليه وآله وسلّم، ٢/٥٨، (١٤٧٢).

[2] ذكره عبد الحق المحدث الدهلوي في "مدارج النبوة"، ٢/٤٧٣، وأبو نعيم الأصبهاني في "حلية الأولياء"، ٢/٦٠، (١٤٨١).




إنتقل إلى

عدد الصفحات

445