عنوان الكتاب: نفحات رمضان

والكِبْرِيْتِ في المسجدِ، وقَدْ جاءَ في الحديثِ الشريفِ: «لا يُمَرُّ فِيْه أَيْ: في المسجدِ، بلَحْمٍ نِيْءٍ»[1]. ومع أنَّ رائِحةَ اللَّحْمِ النِّيْءِ خَفِيْفةٌ، فكَيْفَ برائِحةِ النَّجَاسات, فيُمْنَعُ بِناءُ دَورَاتِ الْمِيَاهِ في الْمَكانِ الذي تَصِلُ منه الرَّوَائِحُ الكريهةُ إلى المسجدِ[2].

وإذَا لَمْ يَجُزْ إِدْخَالُ لَحْمٍ نِيْءٍ إلى المسجدِ وقد كانَتْ رائِحتُه خفيفةً فلا يَجُوْزُ إِدْخَالُ السَّمَكِ النِّيْءِ إلى المسجدِ من بابِ أَوْلَى لأنَّ رائحتَه شديدةٌ ولأَنَّ السَّمَكَ يَتْرُكُ رائحةً سَيِّئَةً في الفمِ، وتَفُوْحُ منه في أَيِّ مَكَانٍ، فيَنْبَغِي على مَنْ يَأْكُلُ السَّمَكَ: أنْ لاَ يَدْخُلَ المسجدَ، مَا لَمْ يَذْهَبْ رِيْحُه، ويَجِبُ التَّنبُّهُ إلى أنْ يَنْبَغِي أنْ تَكُوْنَ دَورَاتُ الْمِيَاهِ بعِيْدَةً عن المساجدِ بحَيْثُ لا تَصِلُ إلَيْهَا الراوئِحُ الكريهةُ، ويَحْرُمُ إِدْخَالُ شَيْءٍ ممّا له رائحةٌ كرِيْهةٌ، إلى المسجدِ، ويَحْرُمُ على صاحِبِ الرَّائِحَةِ الكرِيْهَةِ: أنْ يَأْتِيَ إلى المسجدِ، ولا ينبغي لأَحَدٍ: أنْ يُخَلِّلَ أَسْنَانَه في المسجدِ، لأنَّه يَخْرُجُ من التَّخَلُّلِ رائحةٌ كريهةٌ، وأَمَّا مَنْ كَانَ مُعْتَكِفًا وأَرَادَ أنْ يتَخَلَّلَ فعلَيْه أنْ يَخْرُجَ إلى فِنَاءِ المسجدِ، حتّى لا تَصِلَ الروائحُ إلى المسجدِ وأمّا مَنْ كان به جُرْحٌ أوْ نَجَاسةٌ، ممّا له رائحةٌ كريهةٌ أوْ حَمَلَ كِيْسَ البَوْلِ أو الدَّمِ فلا يجُوْزُ أن يَدْخُلَ المسجدَ إلاّ بَعْدَ أنْ يُزِيْلَ هذه الرائحةَ، يقولُ الفُقَهَاءُ الكِرَامُ رحمهم الله تعالى: «يُكْرَهُ تَحْرِيْمًا


 



[1] أخرجه ابن ماجه في "سننه"، باب ما يكره في المساجد، ١/٤١٣، (٧٤٨).

[2] ذكره الإمام أحمد رضا خان في "الفتاوى الرضوية"، ١٦/٢٣٢.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

445