وسُوْءِ الظَّنّ والسَّبِّ ومُشَاهَدَةِ الأفْلاَم، وسَمَاعِ الأغاني، وحَلْقِ اللِّحْيَة وعُقُوْقِ الوالدَيْن، فيَنْأَى بنَفْسه عن هذه الْمُحَرَّمَاتِ التي حرُمَتْ عليه طِيْلةَ الْحَيَاةِ أمّا من يُمْسِكُ عن الأَكْلِ والشُّرْب، والجماع، ولا يصوم عن المعاصي فلا يكوْنُ صيامُه طُهْرَةً لنَفْسه، وجَوارِحِه، بل ولا فائدةَ مِنْ صيامِه.
فقد رُوِي عن سيّدِنا أبي هريرةَ رضي الله تعالى عنه قال: قال رسولُ الله صلّى الله تعالى عليه وآله وسلّم:
«مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّوْر والعمَلَ به فليس لله حاجَةٌ في أنْ يدَعَ طعامَه، وشَرابَه»[1].
ويقول السيدُ الأعظم صلّى الله تعالى عليه وآله وسلّم: «ليس الصيَامُ من الأكلِ، والشُّرْبِ، إنَّمَا الصيامُ من اللَّغْوِ، والرَّفَثِ»[2].
ومعناه أنّ العبدَ إذا ترَك طعامَه، وشرابَه، وشَهْوَتَه لله تعالى، فالأَوْلَى له: أن يَتْرُكَ الكَذِبَ، والغيبةَ، والنميمةَ والْبُهْتان وغَيْرَ ذلك من الذُّنُوْب، يقول الرسولُ الكريمُ صلّى الله تعالى عليه وآله وسلّم: «فإنْ سابَّكَ أحَدٌ، أوْ جَهِلَ عليكَ، فقُلْ: إنّي صائم»[3].