وإنَّمَا يَحْصُلُ بِمُجَرَّدِ الْمُكْثِ في المسجدِ مع النيّةِ على الْمُفْتَى به ويُعَدُّ كلُّ جُزْءٍ من اللُّبْثِ عِبادَةً مع النيّةِ»[1]، ويقول أيضًا: «يَنْبَغِي لِمَنْ دَخَلَ المسجدَ: أنْ يَنْوِيَ الاعتكافَ، ويُثَابُ ما دَامَ في المسجدِ»[2].
النيّةُ في اللُّغَةِ: هي القَصْدُ بالقَلْبِ، والإرادَةُ، وتَكْفِي النيّةُ في القَلبِ، وأمّا التَّلَفُّظُ بالنيَّةِ باللِّسَانِ، (أيْ: الذِّكْرُ باللِّسَانِ)، فهو أَفْضَلُ، وتَجُوْزُ النيّةُ بأَيِّ لُغَةٍ، ويَنْبَغِي لِمَنْ دَخَلَ المسجدَ: أن يَقُوْلَ: «نَوَيْتُ سُنَّةَ الاعتكافِ» ويُوْجَدُ «نَوَيْتُ سنّةَ الاعتكافِ» مَكتُوبًا في الأُسْطُوانَةِ في المسجدِ النَّبَوِيِّ الذي يلي باب الرَّحْمَةِ لِيَتَذَكَّرَ مَنْ دَخَلَ المسجدَ.
أخي الحبيب:
اِعْلَمْ أنّ العِلْمَ لازِمُ النيّةِ التي هي نَوْعٌ من الإرادةِ، ولا تَصِحُّ نيّةُ شَيْءٍ من الصلاةِ والصيامِ والطَّوَافِ، ونَحْوِ ذلك، إلاّ بَعْدَ العِلْمِ به، ويتَحقَّقُ اعتكافُ النَّفْلِ بساعةٍ واحدةٍ في المسجدِ، ولِلْمُعْتَكِفِ: أنْ يَقْطَعَ اعتكافَه الْمُسْتَحَبَّ، متَى شاءَ, قَبْلَ قضاءِ الْمُدَّةِ التى نَوَاها، ولا يجُوْزُ الأَكْلُ، والشُّرْبُ، والنَّوْمُ، والسَّحُوْرُ، والإفطارُ في المسجدِ، إلاَّ لِلْمُعْتَكِفِ, وأمَّا مَنْ لَمْ يَنْوِ الاعتكافَ، فلاَ يجوزُ له الأَكْلُ، والشُّرْبُ، والنَّوْمُ في المسجدِ.