[٢]: قال حبيبُ الله صلّى الله تعالى عليه وآله وسلّم: «مَنْ صَامَ يَوْمًا مِنَ الْمُحَرَّمِ، فلَهُ بكُلِّ يَوْمٍ ثَلاثُونَ حَسَنَةً»[1].
[٣]: عَن سيدِنا عَبْدِ الله بْنِ عبَّاس رضي الله تعالى عنهما قال: قَدِمَ النَّبِيُّ الكَرِيْمُ صلّى الله تعالى عليه وآله وسلّم الْمَدِيْنَةَ، فرَأَى اليَهُودَ تَصُوْمُ يَوْمَ عَاشُوْرَاءَ فقال: «ما هَذَا؟». قالوا: هَذَا يَوْمٌ صَالِحٌ، هذا يَوْمٌ نَجَّى اللهُ بَنِي إِسْرَائِيْلَ مِنْ عَدُوِّهِم، فصَامَه مُوْسَى، قال: «فأَنَا أَحَقُّ بِمُوْسَى مِنْكُم»، فصَامَه، وأَمَرَ بصِيَامِه[2].
أخي الحبيب:
يُفْهَمُ مِن هذَا الْحَدِيثِ الشريف: اِسْتِحبَابُ الشُّكْرِ لله على مَا مَنَّ به في يَوْمٍ مُعَيَّنٍ، والاحْتِفَال بذِكْرَى هَذِهِ النِّعْمَةِ، ويَتَجَدَّدُ فيه هذِهِ النِّعْمَةُ العَظِيْمَةُ وقد قَالَ الله تبارك وتعالى في كِتَابه الكريم:
﴿وَذَكِّرۡهُم بِأَيَّىٰمِ ٱللَّهِۚ ﴾ [إبراهيم: ١٤/٥].
يقُوْلُ صَدْرُ الأَفَاضِلِ، السيدُ محمد نعيمُ الدِّيْن المراد آبادي رحمه الله تعالى في تفسير هذه الآيةِ: الْمُرَادُ بأَيَّامِ الله تعالى، هي الأَيَّامُ الَّتِي أَنْعَمَ فيها على عِبَادِه الْمُؤْمِنينَ، كيَوْمٍ أَنْزَلَ اللهُ فيه الْمَنَّ وَالسَّلْوَى على بَني إسرائِيلَ أو يَوْمِ اِنْشِقَاقِ البَحْرِ لِسيِّدِنا موسى عليه الصلاة والسلام