تُؤَثِّرُ في سُلُوْكِه، واِنْفِعَالاتِه، وحَقٌّ على الإنسانِ: أَنْ يَتَحَرَّى جُهْدَه، لِمُصَاحَبَةِ الأَخْيَارِ ومُجَالَسَتِهِمْ فهي قَدْ تَكُوْنُ سَبَبًا لِجَعْلِ الشَّرِيْرِ خَيِّرًا، كَمَا أَنَّ صُحْبَةَ الأَشْرَارِ قَدْ تَجْعَلُ الْخَيِّرَ شَرِيْرًا، وإلَيْكَ بَعْضَ الأَحَادِيْثِ النَّبَوِيَّةِ الشَّرِيفَةِ التي تَتَحَدَّثُ عَن الصَّدَاقَةِ والصُّحْبَةِ:
[١]: «خَيْرُ الأَصْحَابِ صَاحِبٌ إذا ذَكَرْتَ اللهَ تعالى أَعَانَكَ، وإذا نَسِيْتَ، ذَكَّرَكَ»[1].
[٢]: «خَيْرُ جُلَسَائِكُمْ مَنْ ذَكَّرَكُم اللهَ تعالى رُؤْيَتُه، وذَكَّرَكُمْ الآخِرَةَ عَمَلُه»[2].
[٣]: يقُوْلُ سَيِّدُنا أميرُ الْمُؤْمِنينَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رضي الله تعالى عنه: «لا تَعَرَّضْ لِمَا لا يَعْنِيْكَ، وَاعْتَزِلْ عَدُوَّكَ، وَاحْتَفِظْ مِنْ خَلِيْلِكَ، إلاّ الأَمِيْنَ، فإنَّ الأَمِيْنَ مِن القَوْمِ لا يَعْدِلُه شَيْءٌ، ولا أَمِيْنٌ، إلاّ مَنْ خَشِيَ اللهَ، ولا تَصْحَب الْفَاجِرَ، لِيُعَلِّمَكَ مِنْ فُجُوْرِه، ولا تُفْشِ إِلَيْه سِرَّكَ، وَاسْتَشِرْ في أَمْرِكَ الذين يَخَافُوْنَ اللهَ عزّ وجلّ»[3].
[1] ذكره ابن أبي الدنيا في كتابه "الإخوان", باب من أمر بصحبته، ٨/١٦١, (٤٢), والسيوطي في "الجامع الصغير", صـ٢٤٤، (٣٩٩٩).
[2] ذكره أحمد بن علي بن المثنى أبو يعلى الموصلي التميمي في "مسنده", ٢/٤٣٢, (٢٤٣١), وجلال الدين السيوطي في "الجامع الصغير", باب حرف الخاء، الجزء الثاني، صـ٢٤٧، (٤٠٦٣).
[3] "كنـز العمال" للهندي، الجزء التاسع، ٥/٧٥، (٢٥٥٦٥)، و"كتاب الصمت" لابن أبي الدنيا، ٧/٩٠، (١٢٠), و"الزهد" لابن المبارك، صـ٤٩١، (١٣٩٩).