عنوان الكتاب: نفحات رمضان

يُسَافِرَ في سبيلِ الله مع قَوَافِلِ المدينة، واسْتَمِعْ أَخِي لهذه القصَّةِ الَّتِي هَزَّت قَلْبي:

يقُوْلُ شَابٌّ جَامِعِيٌّ: كُنْتُ طَالِبًا بِالكُلِّيَّةِ، وأنَا مُولَعٌ بالأَلْعَابِ والتَّجَوُّلِ في الطُّرُقَاتِ، كانَتْ حَيَاتِي كُلُّها الذُّنُوْب، ولَمْ أَكُنْ أُصَلِّي، إلاَّ صَلاةَ العِيدِ، وفي يَوْمٍ مِنَ الأَيَّامِ أنَا ذاهِبٌ إلى الْمَسجِد، إذْ بوَاحِدٍ مِن الإخْوَةِ الدُّعَاةِ، يَلْقَانِي، ويَنْصَحُني بحُضُوْرِ دَرْسٍ دِيْنيٍّ، فتَوَقَّفْتُ، وَاسْتَمَعْتُ إلَيْه، حَتَّى اِنْتَهَى، ومِنْ ثَمَّ ذَهَبْتُ مَعَهُ، وحَضَرْتُ الدَّرْسَ فأَعْجَبَني، وبعدها لَقِيَني أَحَدُ الإخوَةِ الدُّعَاةِ وأَخَذَ يَنْصَحُني، ويَدْعُوْني للاعْتِكَافِ الْجَمَاعِيِّ، لكِنِّي لَمْ أَسْتَمِعْ لَهُ ثُمّ زَارَني بَعْدَ حِيْنٍ في بَيْتِي، وحَاوَلَ مَعِيَ مَرَّةً أُخْرَى دُوْنَ أَنْ يَـيْأَسَ، وظَلَّ يُرَغِّبُني كثيراً في الذَّهَاب مَعَهُ حتَّى أَقْنَعَني بالاعْتِكافِ الْجَمَاعِيِّ وفِعْلاً قد اِعْتَكَفْتُ الْعَشْرَ الأَخِيْرَ مَعَ الإخْوَةِ الدُّعَاةِ في سنة ١٤٢٢هـ.

يقولُ الرجلُ: مُنْذُ ذلك اليَوْمِ تغيَّرْتُ، وحَياتِي صارَ لها طَعْمٌ جَدِيدٌ، وذلك بفَضْلِ سُنَّةِ الاعْتِكافِ، ونَدِمْتُ على مَا قَصَّرْتُ فيه، مِنْ تَرْكِ الصَّلاةِ، وعَزَمْتُ أَنْ أُحَافِظَ على الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ، وفي لَيْلَةِ الْخَامِسِ والعِشْرِيْنَ مِنْ رمَضَانَ أَخَذْتُ أَبْكِي طَويلاً، ثُمّ غَلَبَني النَّوْمُ، فإذا بي أَتَشَرَّفُ برُؤْيَةِ الْحبيب المصطفى صلّى الله تعالى عليه وآله وسلّم، وقد جَلَسَ النَّاسُ حَوْلَه، وعندما قُمْتُ من نَوْمِي، رَأَيْتُ النَّاسَ


 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

445