شَيْءٌ، فاسْتَقْرَضَ عَلِيٌّ الْمُرْتَضَى رضي الله تعالى عنه ثَلاَثَةَ أَصْوُعٍ مِن شَعِيْرٍ، فطَحَنَتْ فاطِمَةُ صَاعًا، واخْتَبَزَتْ خَمْسَةَ أَقْرَاصٍ على عَدَدِهِم، ووَضَعُوْها بَيْنَ أَيْدِيْهِم لِيُفْطِرُوا فوَقَفَ علَيْهِم سائِلٌ، فقال: السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ بَيْتِ مُحمّد مِسْكِينٌ مِنْ مَسَاكِيْنِ الْمُسْلِمِينَ أَطْعِمُوْني أَطْعَمَكُمُ اللهُ مِن مَوَائِدِ الْجَنَّةِ فآثَرُوْه وبَاتُوا ولَمْ يَذُوْقُوا، إلاَّ الْمَاءَ، وأَصْبَحُوا صَائِمِيْنَ فلَمّا أَمْسَوْا، ووَضَعُوا الطَّعَامَ بَيْنَ أَيْدِيْهِم، وَقَفَ علَيْهِم يَتِيمٌ، فآثَرُوْه، وجاءَهم أَسِيرٌ في الثَّالِثَةِ، ففَعَلُوا مِثْلَ ذَلِكَ[1].
صلّوا على الحبيب! صلّى الله تعالى على محمد
قد قال اللهُ تعالى في مَدْحِ أَهْلِ بَيْتِ فاطِمةَ بِنْتِ رسولِ الله صلّى الله تعالى عليه وآله وسلّم: ﴿وَيُطۡعِمُونَ ٱلطَّعَامَ عَلَىٰ حُبِّهِۦ مِسۡكِينٗا وَيَتِيمٗا وَأَسِيرًا ٨ إِنَّمَا نُطۡعِمُكُمۡ لِوَجۡهِ ٱللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمۡ جَزَآءٗ وَلَا شُكُورًا ﴾ [الإنسان: ٧٦/٨-٩]. وفي هذه الْحِكَايةِ ثنَاءٌ على إيْثَارِ أَهْلِ الْبَيْتِ الأَطْهَار رضي الله تعالى عنهم، قد صَامُوا ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ، وأَعْطَوا فُطُوْرَهُم مِسْكِينًا ويَتِيْمًا وأَسِيْرًا وأَفْطَرُوا على الْمَاء، وأَيْنَ نَحْنُ مِنْ هَؤُلاء، نَحْنُ نَضَعُ عِنْدَ الإفْطَارِ أَصْنَافَ الْمَأكُولاتِ وَالْمَشْرُوبَاتِ ولا نَتَذَكَّرُ الإيثارَ، وقد جَاءَ في الْحَدِيثِ: يقول النَّبيُّ الْكَرِيْمُ صلّى الله تعالى عليه وآله وسلّم: «أَيُّمَا اِمْرِئٍ اِشْتَهَى شَهْوَةًً فرَدَّ شَهْوَتَه وآثَرَ على