الْمُسْلِمِيْنَ وكُنْتُ في عَالَمِ الْمَنَامِ قد رَأَيْتُ ذَاتَ لَيْلَةٍ نَفْسِي رَكِبْتُ السَّيَّارَةَ فدَعَوْتُ إلى الْخَيْرِ وظَهَرَ لي صَدِيْقِي الْعَزِيْزُ فبَكَيْتُ مِنَ الْفَرَحِ، ثُمَّ اِسْتَيْقَظْتُ مِنَ النَّوْمِ، وَازْدَادَتْ لي رَغْبَةٌ في الدَّعْوَةِ إلَى الْخَيْرِ.
صلوا على الحبيب! صلى الله تعالى على محمد
أخي الحبيب:
إنّ الصُّحْبَةَ الصَّالِحَةَ تُسَبِّبُ الإصْلاَحَ النَّفْسِيَّ وتُثْمِرُ في الدُّنْيَا والآخِرَةِ، وفي هَذِه الأَزْمَانِ الْمُتَأَخِّرَةِ يَنْهَمِكُ كِبَارُ السِّنِّ في الذُّنُوْبِ والْمَعَاصِي وبَعْضُهم يُشْرِفُ علَى الْمَوْتِ ويَحْلِقُ اللِّحْيَةَ ويُشَاهِدُ الأَفْلاَمَ وكانَتِ الدُّنْيا أَكْبَرَ هَمِّه، فهُوَ مُقْبِلٌ عَلَيْهَا، يَجْمَعُ حِطَامَهَا، وهذا الأَخُ الْحَبِيْبُ كانَ سَعِيْدًا جِدًّا فإنَّه اِرْتَبَطَ بالْبِيْئَةِ الْمُتَدَيِّنَةِ وَابْتَعَدَ عَنِ الْمَعْصِيَةِ وتَعَلَّمَ قِرَاءةَ الْقُرْآنِ في مَدْرَسَةِ الْمَدِيْنَةِ ويَجِبُ التَّنَبُّهُ إلَى أنّ قِرَاءَةَ الْقُرْآنِ أَوْ كِتَابَتَه لا يَجُوْزُ بلُغَةٍ غَيْرِ الْعَرَبِيَّةِ يقُوْلُ الشَّيْخُ الْمُفْتِي أَحْمَد يَار خَان النَّعِيْمِيُّ رحمه الله تعالى: إنّ كِتَابَةَ الْقُرْآنِ بغَيْرِ الْحُرُوْفِ الْعَرَبِيَّةِ كَحُرُوْفِ اللُّغَةِ الإنْجِلِيْزِيَّةِ قد يُؤَدِّي إلَى تَحْرِيْفِ الْقُرْآنِ وتَبْدِيْلِه وهذا مُحَرَّمٌ، لأَنَّه إذَا كانَتِ الْحُرُوْفُ الْعَجَمِيَّةُ الَّتِي يُرَادُ بِهَا كِتَابَةُ الْقُرْآنِ لا يَظْهَرُ الْفَرْقُ بَيْنَ سينٍ وصادٍ، وكذلك بَيْنَ قافٍ، وكافٍ، وبَيْنَ ظاءٍ، وزاءٍ، وبَيْنَ طاءٍ، وتاءٍ، فلا شَكَّ أنَّه يُمْنَعُ كِتَابَةُ الْقُرْآنِ بالْعَجَمِيَّةِ، لِمَا فِيْهَا تَحْرِيْفٌ في لَفْظِه، وتَغْيِيْرٌ في مَعْنَاه[1].