والطَّاعَات وأَمَرَنا باجْتِنَابِ الذُّنُوْبِ والْمَعَاصِي، ونحن نُسَوِّفُ، ونُقَصِّرُ في امْتِثَالِ أَمْرِ اللهِ تعالى، وَاجْتِنَابِ ما نَهَى عنه، فكَيْفَ نَرْجُو منه إِجَابَةَ الدُّعَاءِ؟ ولِمَاذا نَشْتَكِي من عَدَمِ الاسْتِجَابَةِ لِلدُّعَاءِ؟.
أخي الحبيب:
إذا رَفَضْتَ طَلَبَ الْمُسَاعَدَةِ لِصَدِيْقِكَ أَكْثَرَ من مَرَّةٍ رُبَّما يَتْرُكُكَ ويَتَخَلَّى عن صَدَاقَتِكَ لكنَّ اللهَ تبارَكَ وتعالى، كَرِيْمٌ، رحيمٌ.
ونَحْنُ الْمُقَصِّرِينَ في طَاعَتِه سُبْحَانه وتعالى ونَسْتَهِيْنُ بمَعْصِيَتِه، وهو أَرْحَمُ بِنَا من أَنْفُسِنَا، كَثِيْرُ الْعَطَاءِ والْمِنَنِ، دَائِمُ الإحْسَان، وَاسِعُ الكَرَم ولا يُعَاجِلُ بالعُقُوبَة وهو الذي أَنْعَمَ على الأَحْيَاءِ بالْهَوَاءِ لِلتَّنَفُّسِ ولو أَخَذَ بِمَخْنَقِهِم لَحْظَةً، حتّى انْقَطَعَ الْهَوَاءُ عنهم، لَمَاتُوا جَمِيْعًا.
أخي الحبيب:
ولله حِكْمَةٌ عَظِيْمَةٌ في تَأْخِير إِجَابَةِ الدُّعَاء، يَقُوْلُ النَّبِيُّ الكَرِيْمُ صلّى الله تعالى عليه وآله وسلّم:
«إِنَّ الْعَبْدَ يَدْعُو اللهَ عزّ وجلّ وهو يُحِبُّه، فيَقُوْلُ اللهُ عزّ وجلّ: يا جِبْرِيْلُ، اِقْضِ لِعَبْدِيْ هذا حَاجَته، وأَخِّرْها، فإِنِّي أُحِبُّ إِلاَّ أَزَالُ أَسْمَعُ صَوْتَه. وإنّ العَبْدَ ليَدْعُو اللهَ عزّ وجلّ، وهو يُبْغِضُه، فيَقُولُ اللهُ عزّ وجلّ: يا جِبْرِيلُ اِقْضِ لِعَبْدِي هذا حاجَته، وعَجِّلْها، فإنّي أَكْرَهُ أن أَسْمَعَ صَوْتَه»[1].